حَدَّثَنَا بِهِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، وَقَرَأَ : بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ سورة الحجرات آية 11 ، قَالَ : بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ حِينَ تُسَمِّيهِ بِالْفِسْقِ بَعْدَ الإِسْلامِ ، وَهُوَ عَلَى الإِسْلامِ . قَالَ : وَأَهْلُ هَذَا الرَّأْيِ هُمُ الْمُعْتَزِلَةُ ، قَالُوا : لا نُكَفِّرُهُ كَمَا كَفَّرَهُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ ، وَلا نَقُولُ لَهُ : مُؤْمِنٌ ، كَمَا قَالَتِ الْجَمَاعَةُ ، وَلَكِنَّا نُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ إِنْ كَانَ سَارِقًا فَهُوَ سَارِقٌ ، وَإِنْ كَانَ خَائِنًا سَمَّوْهُ خَائِنًا ، وَإِنْ كَانَ زَانِيًا سَمَّوْهُ زَانِيًا . قَالَ : فَاعْتَزَلُوا الْفَرِيقَيْنِ أَهْلَ الأَهْوَاءِ وَأَهْلَ الْجَمَاعَةِ ، فَلا بِقَوْلِ هَؤُلاءِ قَالُوا ، وَلا بِقَوْلِ هَؤُلاءِ ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةَ . فَوَجَّهَ ابْنُ زَيْدٍ تَأْوِيلَ قَوْلِهِ : بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ . إِلَى مَنْ دُعِيَ فَاسِقًا ، وَهُوَ تَائِبٌ مِنْ فِسْقِهِ ، فَبِئْسَ الاسْمُ ذَلِكَ لَهُ مِنْ أَسْمَائِهِ . وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ التَّأْوِيلِ أَوْلَى بِالْكَلامِ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَقَدَّمَ بِالنَّهْيِ عَمَّا تَقَدَّمَ بِالنَّهْيِ عَنْهُ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الآيَةِ ، فَالَّذِي هُوَ أَوْلَى أَنْ يَخْتِمَهَا بِالْوَعِيدِ لِمَنْ تَقَدَّمَ عَلَى نهيه ، أَوْ بِقَبِيحِ رُكُوبِهِ مَا رَكِبَ مِمَّا نُهِيَ عَنْهُ ، لا بالخبر عَنْ قُبْحِ مَا كَانَ التَّائِبُ أَتَاهُ قَبْلَ تَوْبَتِهِ ، إِذْ كَانَتِ الآيَةُ لَمْ تُفْتَتَحْ بِالْخَبَرِ عَنْ رُكُوبِهِ مَا كَانَ رَكِبَ قَبْلَ التَّوْبَةِ مِنَ الْقَبِيحِ ، فَيُخْتَمَ آخِرُهَا بِالْوَعِيدِ عَلَيْهِ أَوْ بِالْقَبِيحِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |