حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثني أَبِي ، قَالَ : ثني عَمِّي ، قَالَ : ثني أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلَهُ : " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ سورة الحشر آية 16 ، إِلَى : وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ سورة الحشر آية 17 ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ رَاهِبٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُحْسِنُ عِبَادَتَهُ ، وَكَانَ يُؤْتَى مِنْ كُلِّ أَرْضٍ فَيُسْأَل عَنِ الْفِقْهِ ، وَكَانَ عَالِمًا ، وَإِنَّ ثَلاثَةَ إِخْوَةٍ كَانَتْ لَهُمْ أُخْتٌ حَسَنَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ، وَإِنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يُسَافِرُوا ، فَكَبُرَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُخَلِّفُوهَا ضَائِعَةً ، فَجَعَلُوا يَأْتَمِرُونَ مَا يَفْعَلُونَ بِهَا ؛ فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ تَتْرُكُونَهَا عِنْدَهُ ؟ قَالُوا : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : رَاهِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنْ مَاتَتْ قَامَ عَلَيْهَا ، وَإِنْ عَاشَتْ حَفِظَهَا حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَيْهِ ؛ فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا : إِنَّا نُرِيدُ السَّفَرَ ، وَلا نَجِدُ أَحَدًا أَوْثَقَ فِي أَنْفُسِنَا ، وَلا أَحْفَظَ لِمَا وُلِّيَ مِنْكَ لِمَا جُعِلَ عِنْدَكَ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ نَجْعَلَ أُخْتَنَا عِنْدَكَ ، فَإِنَّهَا ضَائِعَةٌ شَدِيدَةُ الْوَجَعِ ، فَإِنْ مَاتَتْ فَقُمْ عَلَيْهَا ، وَإِنْ عَاشَتْ فَأَصْلِحْ إِلَيْهَا حَتَّى نَرْجِعَ ، فَقَالَ : أَكفِيكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ؛ فَانْطَلَقُوا فَقَامَ عَلَيْهَا فَدَاوَاهَا حَتَّى بَرَأَتْ ، وَعَادَ إِلَيْهَا حُسْنُهَا ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهَا ، فَوَجَدَهَا مُتَصَنِّعَةً ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الشَّيْطَانُ يُزَيِّنُ لَهُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهَا حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا ، فَحَمَلَتْ ، ثُمَّ نَدَّمَهُ الشَّيْطَانُ فَزَيَّنَ لَهُ قَتْلَهَا ؛ قَالَ : إِنْ لَمْ تَقْتُلْهَا افْتضحْتَ وَعُرِفَ شَبَهُكَ فِي الْوَلَدِ ، فَلَمْ يَكُنْ لَكَ مَعْذِرَةٌ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَهَا ، فَلَمَّا قَدِمَ إِخْوَتُهَا سَأَلُوهُ مَا فَعَلَتْ ؟ قَالَ : مَاتَتْ فَدَفَنْتُهَا ، قَالُوا : قَدْ أَحْسَنْتَ ، ثُمَّ جَعَلُوا يَرَوْنَ فِي الْمَنَامِ ، وَيُخْبَرُونَ أَنَّ الرَّاهِبَ هُوَ قَتَلَهَا ، وَأَنَّهَا تَحْتَ شَجَرَةِ كَذَا وَكَذَا ، فَعَمَدُوا إِلَى الشَّجَرَةِ فَوَجَدُوهَا تَحْتَهَا قَدْ قُتِلَتْ ، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَأَخَذُوهُ ، فَقَالَ لَهُ الشَّيْطَانُ : أَنَا زَيَّنْتُ لَكَ الزِّنَا وَقَتْلَهَا بَعْدَ الزِّنَا ، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُنْجِيَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَفَتُطِيعُنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً وَاحِدَةً ، فَسَجَدَ لَهُ ثُمَّ قُتِلَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ سورة الحشر آية 16 ، الآيَةُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |