باب ذكر الاخبار الماثورة في اثبات رؤية النبي صلى الله عليه خالقه العزيز العليم المحتج...


تفسير

رقم الحديث : 184

قَالَ : قَالَ : فَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْعَاصِ ، أَوْ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : " لَمَّا رَأَيْتُ جَعْفَرًا وَأَصْحَابَهُ آمِنِينَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ حَسَدْتُهُ ، قَالَ : قُلْتُ : لأَسْتَقْبِلَنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ ، فَقُلْتُ : إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلا ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ ، وَإِنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ لا أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذِهِ الْقَطِيعَةَ أَبَدًا أَنَا وَلا أَحَدٌ أَصْحَابِي ، قَالَ : اذْهَبْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّهُ لا يَجِيءُ مَعِي ، فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُولا ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَجِبْ ، قَالَ : فَجِئْنَا إِلَى الْبَابِ ، فَنَادَيْتُ : ائْذَنْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ : ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ ، قَالَ : فَسَمِعَ صَوْتَهُ ، فَأَذِنَ لَهُ قَبْلِي ، قَالَ : فَوَصَفَ لِي عَمْرٌو السَّرِيرَ ، قَالَ : وَقَعَدَ جَعْفَرٌ بَيْنَ يَدَيِ السَّرِيرِ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ عَلَى الْوَسَائِدِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرٌو : فَجِئْتُ فَلَمَّا رَأَيْتُ مَجْلِسَهُ قَعَدْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّرِيرِ ، فَجَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِي ، قَالَ : وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِي ، قَالَ : قَالَ النَّجَاشِيُّ : نَخِّرْ يَا عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ أَيْ تَكَلَّمْ ، قَالَ : فَقُلْتُ : ابْنُ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا يَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلَهٌ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ ، وَإِنَّكَ وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ لا أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذَا الْقَطِيعَةَ أَبَدًا ، أَنَا وَلا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي ، قَالَ : نَخِّرْ يَا حِزْبَ اللَّهِ ، نَخِّرْ ، قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَشَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَقَالَ : صَدَقَ ، هُوَ ابْنُ عَمِّي ، وَأَنَا عَلَى دِينِهِ ، قَالَ عَمْرٌو : فَوَاللَّهِ إِنِّي أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ قَطُّ إِلا يَوْمَئِذٍ ، قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَوَضَعَ ابْنُ عَدِيٍّ يَدَهُ عَلَى جَبِينِهِ ، وَقَالَ أَوَّهْ أَوَّهْ حَتَّى قُلْتُ فِي نَفْسِي : الْعَنِ الْعَبْدَ الْحَبَشِيَّ أَلا يَتَكَلَّمَ ، قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ ، فَقَالَ : يَا جَعْفَرُ ، مَا يَقُولُ فِي عِيسَى ؟ قَالَ : يَقُولُ هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ، قَالَ : فَأَخَذَ شَيْئًا تَافِهًا مِنَ الأَرْضِ ، قَالَ : مَا أَخْطَأَ مِنْهُ مِثْلَ هَذِهِ ، قُمْ يَا حِزْبَ اللَّهِ ، فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي ، مَنْ قَاتَلَكَ قَتَلْتُهُ ، وَمَنْ سَبَّكَ غَرَّمْتُهُ ، قَالَ : وَقَالَ : لَوْلا مُلْكِي وَقَوْمِي لاتَّبَعْتُكَ فَقُمْ ، وَقَالَ لآذِنِهِ : انْظُرْ هَذَا ، فَلا تَحْجُبْهُ عَنِّي إِلا أَنْ أَكُونَ مَعَ أَهْلِي ، فَإِنْ أَبَى إِلا أَنْ يَدْخُلَ فَأْذَنْ لَهُ ، وَقُمْ أَنْتَ يَا عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ ، فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَلا تَقْطَعَ إِلَيَّ هَذِهِ الْقِطْعَةَ أَبَدًا ، أَنْتَ وَلا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، قَالَ : فَلَمْ نَعُدْ أَنْ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَلْقَاهُ خَالِيًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ جَعْفَرٍ ، قَالَ : فَلَقِيتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي سِكَّةٍ ، فَنَظَرْتُ ، فَلَمْ أَرَ خَلْفَهُ فِيهَا أَحَدًا ، وَلَمْ أَرَ خَلْفِي أَحَدًا ، قَالَ : فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : قُلْتُ : تَعْلَمُ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : غَمَزَ يَدِي ، وَقَالَ : هَدَاكَ اللَّهُ فَاثْبُتْ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا شَهَدُونِي وَإِيَّاهُ ، قَالَ : فَأَخَذُونِي ، فَأَلْقَوْا عَلَى وَجْهِي قَطِيفَةً ، فَجَعَلُوا يَغُمُّونِي بِهَا , وَجَعَلْتُ أُمَارِسُهُمْ ، قَالَ : فَأَفْلَتُّ عُرْيَانًا مَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ عَلَى حَبَشِيَّةٍ ، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا مِنْ رَأْسِهَا ، قَالَ : وَقَالَتْ لِي بِالْحَبَشِيَّةِ : كَذَا وَكَذَا ، فَقُلْتُ لَهَا لذا ولدى ، قَالَ : فَأَتَيْتُ جَعْفَرًا وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ ، قَالَ : قُلْتُ مَا هُوَ إِلا أَنْ فَارَقْتُكَ ، فَعَلُوا بِي ، وَفَعَلُوا ، وَذَهَبُوا بِكُلِّ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا هُوَ لِي ، وَمَا هَذَا الَّذِي تَرَى عَلَيَّ إِلا مِنْ مَتَاعِ حَبَشِيَّةٍ ، قَالَ : فَقَالَ : انْطَلِقْ ، قَالَ : فَأَتَى الْبَابَ فَنَادَى : ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ الآذِنُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ ، قَالَ : اسْتَأْذِنْ لِي ، فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ ، قَالَ : إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَدْ تَرَكَ دِينَهُ ، وَاتَّبَعَ دِينِي ، قَالَ : قَالَ : كَلا ، قَالَ : قُلْتُ بَلَى ، قَالَ : قَالَ : كَلا ، قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : كَلا ، قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَقَالَ لآذِنِهِ : اذْهَبْ , فَإِنْ كَانَ كَمَا يَقُولُ : فَلا يَكْتُبَنَّ لَكَ شَيْئًا إِلا أَخَذَهُ ، قَالَ : فَكَتَبْتُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى كَتَبْتُ الْمِنْدِيلَ ، وَحَتَّى كَتَبْتُ الْقَدَحَ ، قَالَ : فَلَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي فَعَلْتُ ، قَالَ : ثُمَّ كَتَبَ فِي الَّذِينَ جَاءُوا فِي سَفَرِ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : لِمَعْنَى : قَوْلِهِ : رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ، بَابٌ سَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَأَمَّا الأَخْبَارُ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الشَّفَاعَةِ الأُولَى ، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ : أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ تَكْلِيمًا ، فَأَخْرَجْتُهَا فِي بَابِ الشَّفَاعَاتِ ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ تِكْرَارِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.