باب جامع التوكل لمن استعمله على الصدق


تفسير

رقم الحديث : 115

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قُلْتُ : الرَّجُلُ يَدَعُ الْعَمَلَ وَيَجْلِسُ ، وَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُ إِلا ظَالِمًا أَوْ غَاصِبًا ، فَأَنَا آخُذُ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، وَلا أُعِينُهُمْ ، وَلا أُقَوِّيهِمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، قَالَ : مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الْعَمَلَ ، وَيَقْعُدَ يَنْتَظِرُ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، أَنَا أَخْتَارُ الْعَمَلَ ، وَالْعَمَلُ أَحَبُّ إِلَيَّ ، إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ وَلَمْ يَحْتَرِفْ ، دَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، فَإِذَا أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ أَشْغَلَ نَفْسَهُ بِالْعَمَلِ ، وَالاكْتِسَابُ تَرْكُ الطَّمَعِ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلا فَيَحْتَطِبَ ثُمَّ يَبِيعَهُ فِي السُّوقِ ، وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ " ، فَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْعَمَلَ خَيْرٌ مِنَ الْمَسْأَلَةِ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ سورة الجمعة آية 9 ، فَقَوْلُهُ هَذَا إِذَنْ مِنَ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ ، وَأَنَا أَخْتَارُ لِلرَّجُلِ الاضْطِرَابَ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، وَالاسْتِغْنَاءَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، وَهُوَ عِنْدِي أَفْضَلُ ، قُلْتُ : إِنَّ هَاهُنَا قَوْمًا يَقُولُونَ : نَحْنُ مُتَوَكِّلُونَ ، وَلا نَرَى الْعَمَلَ إِلا بِغَيْرِ الظَّلَمَةِ وَالْقُضَاةِ ، وَذَلِكَ أَنِّي لا أَعْرِفُ إِلا ظَالِمًا ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : مَا أَحْسَنَ الاتِّكَالَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَكِنْ لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقْعُدَ وَلا يَعْمَلَ شَيْئًا حَتَّى يُطْعِمَهُ هَذَا وَهَذَا ، وَنَحْنُ نَخْتَارُ الْعَمَلَ ، وَنَطْلُبُ الرِّزْقَ ، وَنَسْتَغْنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ ، وَالاسْتِغْنَاءُ عَنِ النَّاسِ بِالْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

ثقة حافظ فقيه حجة

Whoops, looks like something went wrong.