فضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ابو القاسم نبي الرحمة


تفسير

رقم الحديث : 275

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِمَّنْ تَقَدَّمَ ، وَلا فِي عَصْرِنَا هَذَا إِلا وَهُوَ مُنْكِرٌ لِمَا أَحْدَثَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ رَدِّ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : " عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا سورة الإسراء آية 79 قَالَ : يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ " ، فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ ، يُهْجَرُ وَنَحْذِرُ عَنْهُ . فَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : " عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا سورة الإسراء آية 79 ، قَالَ : يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ " ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ ، قَالَ : " يُقْعِدُهُ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ جَلَّ وَعَزَّ " ، فَقِيلَ لِلْجُرَيْرِيِّ : إِذَا كَانَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ فَهُوَ مَعَهُ ، قَالَ : وَيْحَكُمْ ، هَذَا أَقَرُّ لِعَيْنِي فِي الدُّنْيَا ، وَقَدْ أَتَى عَلَيَّ نَيِّفٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ إِلا جَهْمِيُّ ، وَقَدْ جَاءَتْ بِهِ الأَئِمَّةُ فِي الأَمْصَارِ ، وَتَلَقَّتْهُ الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ مُنْذُ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ، وَبَعْدُ فَإِنِّي لا أَعْرِفُ هَذَا التِّرْمِذِيَّ ، وَلا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُهُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ ، فَعَلَيْكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالتَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ وَالاتِّبَاعِ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ : " لا أَعْرِفُ هَذَا الْجَهْمِيَّ الْعَجَمِيَّ ، لا نَعْرِفُهُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ ، وَلا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِنَا ، وَلا عَلِمْتُ أَحَدًا رَدَّ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ " يُقْعِدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَرْشِ " ، رَوَاهُ الْخَلْقُ عَنِ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ، وَاحْتَمَلَهُ الْمُحْدِثُونَ الثقات ، وحدثوا به على رءوس الأشهاد ، لا يَدْفَعُونَ ذَلِكَ ، يَتَلَقَّوْنَهُ بِالْقَبُولِ وَالسُّرُورِ بِذَلِكَ ، وَأَنَا فِيمَا أَرَى أَنِّي أَعْقِلُ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً ، وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ أَحَدًا رَدَّهُ ، وَلا يَرُدُّهُ إِلا كُلُّ جَهْمِيٍّ مُبْتَدَعٍ خَبِيثٍ ، يَدْعُو إِلَى خِلافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَشْيَاخُنَا وَأَئِمَّتُنَا ، عَجَّلَ اللَّهُ لَهُ الْعُقُوبَةَ ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ جِوَارِنَا ، فَإِنَّهُ بَلِيَّةٌ عَلَى مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَدَلَ عَنَّا مَا ابْتَلاهُ بِهِ وَالَّذِي عِنْدَنَا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَنَّا نُؤْمِنُ بِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ وَنَقُولُ بِهِ عَلَى مَا جَاءَ ، وَنُسْلِمُ الْحَدِيثَ وَغَيْرَهُ مِمَّا يُخَالِفُ فِيهِ الْجَهْمِيَّةَ مِنَ الرُّؤْيَةِ وَالصِّفَاتِ ، وَقُرْبِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ ، وَقَدْ كَانَ كَتَبَ إِلَيَّ هَذَا الْعَجَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ كِتَابًا بِخَطِّهِ ، وَدَفَعْتُهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الْمَرُّوذِيِّ ، وَفِيهِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ فَهُوَ جَهْمِيُّ ثَنَوِيُّ ، وَكَذَبَ الْكَذَّابُ الْمُخَالِفُ لِلإِسْلامِ ، فَحَذَرُوا عَنْهُ ، وَأَخْبِرُوا عَنِّي أَنَّهُ مَنْ قَالَ بِخِلافِ مَا كَتَبْتُ بِهِ فَهُوَ جَهْمِيُّ ، فَلَوْ أَمْكَنَنِي لأَقَمْتُهُ لِلنَّاسِ ، وَنَادَيْتُ عَلَيْهِ حَتَّى أُشْهِرَهُ لِيَحْذَرَ النَّاسَ مَا قَدْ أَحْدَثَ فِي الإِسْلامِ ، فَهَذَا دِينِي الَّذِي أَدِينُ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُمِيتَنَا وَيُحْيِيَنَا عَلَيْهِ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ : " أَمَّا بَعْدُ : فَعَلَيْكُمْ بِالتَّمَسُّكِ بِهَدْيِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَإِنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ لِمَنْ بَعْدَهُ ، وَطَعْنٌ لِمَنْ خَالَفَهُ ، وَأَنَّ هَذَا التِّرْمِذِيَّ الَّذِي طَعَنَ عَلَى مُجَاهِدٍ بِرَدِّهِ فَضِيلَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبْتَدَعٌ ، وَلا يَرُدُّ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قَالَ : يُقْعِدُهُ مَعَهُ عَلَى الْعَرْشِ " إِلا جَهْمِيُّ يُهْجَرُ ، وَلا يُكَلَّمُ وَيُحَذَّرُ عَنْهُ ، وَعَنْ كُلِّ مَنْ رَدَّ هَذِهِ الْفَضِيلَةَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى هَذَا التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ جَهْمِيُّ خَبِيثٌ ، لَقَدْ أَتَى عَلَى أَرْبَعٍ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا رَدَّ هَذِهِ الْفَضِيلَةَ إِلا جَهْمِيُّ ، وَمَا أَعْرِفُ هَذَا وَلا رَأَيْتُهُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ قَطُّ ، وَأَنَا مُنْكِرٌ لِمَا أَتَى بِهِ مِنَ الطَّعْنِ عَلَى مُجَاهِدٍ ، وَرَدَّ فَضِيلَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْعِدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَرْشِ ، وَأَنَّهُ مَنْ قَالَ بِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ ، فَهُوَ جَهْمِيُّ ثَنَوِيُّ ، لا يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَكَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ وَكُلُّ مَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ ، فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ يُهْجَرُ وَلا يُكَلَّمُ ، وَيُحَذَّرُ عَنْهُ " وَقَدْ حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ : " صَحِبْتُ ابنَ عُمَرَ لأَخْدُمَهُ ، فَكَانَ هُوَ يَخْدُمُنِي " فَمِثْلُ هَذَا يَرُدُّ حَدِيثَهُ ؟ وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِيَ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " ، فَقَدْ سَبَقَتْ شَهَادَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : الَّذِي نَعْرِفُ وَنَقُولُ بِهِ وَنَذْهَبُ إِلَيْهِ : أَنَّ مَا سَبِيلُ مَنْ طَعَنَ عَلَى مُجَاهِدٍ وَخَطَّأَهُ إِلا الأَدَبُ وَالْحَبْسُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.