أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ ، أَنَّهُ قَالَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : " هَلْ عَلِمْتَ أَحَدًا تَرَكَ قِتَالَ اللُّصُوصِ تَأَثُّمًا ؟ قَالَ : لا ، قُلْتُ : قَوْمٌ يَقُولُونَ : إِنْ لَقِيتَهُمْ فَقَاتِلْهُمْ ، لا تَضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ وَأَنْتِ تُرِيدُ قَتْلَهُ ، قَالَ : إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لأَمْنَعَ نَفْسِي وَمَالِي مِنْهُ ، فَإِنْ أُصِيبَ فَسَهْلٌ فِيهِ ، قُلْتُ : نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَعْلَمُ أَنِّي أَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ ، وَلَسْتُ آلُو قَطْعَ يَدِهِ وَرِجْلِهِ ، وَأُشَاغِلُهُ عَنِّي بِكُلِّ مَا أَمْكَنَنِي ، قَالَ : نَعَمْ ، وَقَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ فِي أَنْ يَخْرُجَ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَهُوَ يَدْعُوكَ حَتَّى تَخْرُجَ عَلَيْهِمْ ، هُمْ أَخْبَثُ مِنْ ذَاكَ ، وَرَأَيْتُهُ يَعْجَبُ مِمَّنْ يَقُولُ : أُقَاتِلُهُ وَأَمْنَعُهُ ، وَأَنَا لا أُرِيدُ نَفْسَهُ ، أَيْ فَهَذَا مِمَّا لا يَنْبَغِي أَنْ يُشْغَلَ بِهِ الْقَلْبُ ، لَهُ قِتَالُهُ وَدَفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ بِكُلِّ مَا أَمْكَنَهُ ، أُصِيبَتْ نَفْسُهُ أَوْ بَقِيَتْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |