أَخْبَرَنِي عِصْمَةُ بْنُ عِصَامٍ الْعُكْبَرِيُّ ، قَالَ : ثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : " مَنْ زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ ؟ فَقَالَ : هَذَا قَوْلُ سُوءٍ ، يَنْبَغِي لِصَاحِبِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ تَخَذُّرَ كَلامَهُ ، وَلا يُجَالَسُ ، قُلْتُ لَهُ : إِنَّ جَارَنَا النَّاقِدَ أَبُو الْعَبَّاسِ يَقُولُ هَذِهِ الْمَقَالَةُ ؟ فَقَالَ : قَاتَلَهُ اللَّهُ ، أَيُّ شَيْءٍ أَبْقَى إِذَا زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَبَشَّرَ بِهِ عِيسَى ، فَقَالَ : اسْمُهُ أَحْمَدُ ، قُلْتُ لَهُ : وَزَعَمَ أَنَّ خَدِيجَةَ كَانَتْ عَلَى ذَلِكَ حِينَ تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : أَمَّا خَدِيجَةُ فَلا أَقُولُ شَيْئًا ، قَدْ كَانَتْ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ ، ثُمَّ مَاذَا يُحَدِّثُ النَّاسُ مِنَ الْكَلامِ ، هَؤُلاءِ أَصْحَابُ الْكَلامِ ، مَنْ أَحَبَّ الْكَلامَ لَمْ يُفْلِحْ ، سُبْحَانَ اللَّهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ لِهَذَا الْقَوْلِ ، وَاسَتْعَظَمَ ذَلِكَ وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِكَلامٍ لَمْ أَحْفَظْهُ ، وَذَكَرَ أُمَّهُ حَيْثُ وَلَدَتْ رَأَتْ نُورًا ، أَفَلَيْسَ هَذَا عِنْدَمَا وَلَدَتْ رَأَتْ هَذَا وَقَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ كَانَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا مِنَ الأَوْثَانِ ، أَوَ لَيْسَ كَانَ لا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ، ثُمَّ قَالَ : احْذَرُوا أَصْحَابَ الْكَلامِ ، لا يَئُولُ أَمْرُهُمْ إِلَى خَيْرٍ " .