أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو عَمْرٍو شَبَابَةُ الْمَدَايِنِيُّ قَالَ : ثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : لَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ بِالْمَدِينَةِ ، فَقُلْتُ : " إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَيْفَ كَانَ مَقْتَلُ عُمَرَ ، فَقَالَ : إِذَنْ أُعْلِمُكَ أَنَّ أَبَا لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ أَتَاهُ يَشْكُو إِلَيْهِ مَا يُكَلِّفُهُ الْمُغِيرَةُ مِنَ الضَّرِيبَةِ ، قَالَ : وَكَمْ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ فِي الشَّهْرِ ، قَالَ : وَمَا عَمَلُكَ ؟ قَالَ : أَصْنَعُ هَذِهِ الأَرْحِيَةَ ، فَوَعَدَهُ أَنْ يُكَلِّمَ مَوْلاهُ ، فَخَرَجَ يَتَهَدَّدَهُ ، فَقَالَ : مَا يَقُولُ الْعَبْدُ ؟ قَالُوا : أَحْمَقُ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى الْمُغِيرَةِ ، فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا خُوِّلْتَ وَخَفِّفْ عَنْ غُلامِكَ ، وَأَرَادَ الإِصْلاحَ فيما بينهما فخرج الخبيث فصنع مدية لها رأسان مقبضها في وسطها ، فدخل المسجد صلاة الفجر ، وعمر رحمه الله معه درته ، يأمر الناس بتسوية الصفوف ، يَقُولُ : سَوُّوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ ، لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ صُدُورُكُمْ ، فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعْنَاتٍ ، فَقَالَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ : دُونَكُمُ الْكَلْبَ فَقَدْ قَتَلَنِي ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، فَجَعَلَ لا يَدْنُو إِلَيْهِ أَحَدٌ إِلا أَهْوَى إِلَيْهِ فَطَعَنَهُ ، فَطَعَنَ يَوْمَئِذٍ ثَلاثَةَ عَشَرَ إِنْسَانًا ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ ، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَأُدْخِلَ إِلَى بَيْتِهِ ، فَكَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ وَلَمْ يُصَلُّوا الْفَجْرَ ، فَدَفَعَ فِي قَفَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَقَرَأَ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، مُبَادَرَةً لِلشَّمْسِ ، ثُمَّ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَى مَنْزِلِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَقَالَ لِي : أَيْ بُنَيَّ ، اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ ، وَسَلْهُمْ عَنْ مَلأٍ كَانَ هَذَا مِنْهُمْ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُمْ ، فَقَالُوا : مَعَاذَ اللَّهِ ، وَحَاشَ لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا فَدَيْنَاهُ بِالآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ ، وَاللَّهِ مَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ قَطُّ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ ، ثُمَّ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ : سَلِ النَّاسَ ، هَلْ يُثْبِتُونَ لِي قَاتِلا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَتَلَكَ قَيْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، فَاسْتَهَلَّ بِحَمْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا يَكُونُ ذُو حَقٍّ فِي الْفَيْءِ ، إِنَّمَا اسْتُحِلَّ دَمُهُ بِمَا اسْتَحَلَّ مَنْ فِيهِ عَنْ غَيْرِ مُؤَامَرَتِهِ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ بَكَى ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَنَّةِ ، قَالَ : تَشْهَدُ لِي بِذَلِكَ ؟ قَالَ : فَكَأَنَّهُ كَعَّ ، فَضَرَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مَنْكِبَهُ فَقَالَ : أَجَلْ ، فَاشْهَدْ ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ، فَقَالَ عُمَرُ : كَيْفَ ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ إِسْلامُكَ عِزًّا ، وَوِلايَتُكَ عَدْلا ، وَمِيتَتُكَ شَهَادَةً ، فَقَالَ : لا وَاللَّهِ لا تَغْرُونِي مِنْ رَبِّي وَدِينِي ، ثَكِلَتْ عُمَرَ أُمُّهُ إِنْ لَمْ يَرْحَمْهُ رَبُّهُ ، ثُمَّ قَالَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِي : ضَعْ رَأْسِي بِالأَرْضِ ، فَقُلْتُ : إِنَّهُ يَشُقُّ عَلَيْكَ أَنْ تُصَوِّبَ ، فَقَالَ : ضَعْهُ ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ إِلَى أُمِّي عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ ، فَسَلْهَا أَنْ تَصْفَحَ لِي عَنْ مَضْجَعِهَا الَّذِي أَعَدَّتْهُ بَيْنَ بَعْلِهَا وَأَبِيهَا ، فَإِنْ فَعَلَتْ فَادْفِنُونِي مَوْضِعَهَا ، وَإِلا امْضُوا بِي إِلَى الْبَقِيعِ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ مَنْزِلَ عَائِشَةَ ، فَضَرَبْتُ الْبَابَ ، فَقَالَتْ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُكِ ، فَرَحَّبَتْ بِي ، فَقَالَتْ مَجِيءُ مَا جِيتَ ؟ فَقُلْتُ : تَرَكْتُ عُمَرَ يَتَشَحَّطُ فِي الْمَوْتِ ، وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ ، وَيَسْأَلُكِ أَنْ تَصْفَحِي عَنْ مَضْجَعِكِ الَّذِي أَعْدَدْتِيهِ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَتْ : وَمَا الَّذِي أَصَابَهُ ، قُلْتُ : طَعَنَهُ قَيْنُ الْمُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ ، قَالَتْ : صَدَقَنِي خَلِيلِي ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " قَدْ كَانَ أَخْبَرَنِي أَنَّ وَفَاتَهُ شَهَادَةٌ " ، هَنِيًّا مَرِيًّا ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُمَا بَشَرٌ غَيْرِي ، فَأَمَّا إِذْ سَبَقَنِي إِلَى الآخِرَةِ ، فَلَيْسَ لِحَاجَتِهِ مَتْرَكٌ ، قُلْ : نَعَمْ وَنِعِمَّا عَيْنٌ ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ : مَهْيَمْ ؟ قُلْتُ : قَدْ فَعَلَتْ ، قَالَ : جَزَاهَا اللَّهُ خَيْرًا فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، فَإِنْ أُصِبْتُ فَاسْتَأْذِنْهَا ثَانِيَةً ، فَإِنْ تَمَّتْ ، وَإِلا فَامْضُوا بِي إِلَى الْبَقِيعِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ مَنْ حَوْلَهُ : اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا رَجُلا تَرْضَاهُ ، فَقَالَ : مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَحَمَّلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا ، قَالَ : قَالَ : الْمُسْلِمُونَ يَرْضَوْنَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : حَسْبُ آلِ الْخَطَّابِ أَنْ يُدَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ بِالْخَلائِقِ ، مَا نَظَرَتْ لَهُ إِذْ قَالُوا : أَفَتَارِكُنَا أَنْتَ ثُلُثًا بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ ، فَلا تُشِيرُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ أُشِيرَ عَلَيْكُمْ فَعَلْتُ ، فَقَالُوا : إِنَّا نُرِيدُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : رُءُوسُ قُرَيْشٍ الَّذِينَ يَصْلُحُونَ لِلْخِلافَةِ مَعَ مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ سَبْعَةُ نَفَرٍ ، مِنْهُمْ : سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مِنْ أَهْلِي ، وَلَسْتُ مُدْخِلُهُ فِيهِمْ ، وَالنُّجَبَا السِّتَّةُ عُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ابْنَا عَبْدِ مَنَافٍ ، وَسَعْدٌ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالُ الرَّسُولِ ، وَطَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ ، وَأَحْضِرُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، فَإِنْ أَجْمَعَ خَمْسَةٌ وَأَبَى وَاحِدٌ فَاجْلِدُوا عُنُقَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنَ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |