حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْجُمَحِيِّ ، فَقَالَ : إِنَّا مُسْتَعْمِلُوكَ . فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ ، وَلا تَفْتِنِّي . فَقَالَ : وَاللَّهِ ، لا أَدْعُكُمْ ، جَعَلْتُمُوهَا فِي عُنُقِي ، ثُمَّ تَخَلَّيْتُمْ عَنِّي ، إِنِّي إِنَّمَا أَبْعَثُكَ عَلَى قَوْمٍ لَسْتَ بِأَفْضَلِهِمْ ، وَلَسْتُ أَبْعَثُكَ عَلَيْهِمْ لِتَضْرِبَ أَبْشَارَهُمْ ، وَلا تَنْتَهِكَ أَعْرَاضَهُمْ ، وَلَكِنَّكَ تُجَاهِدُ بِهِمْ عَدُوَّهُمْ ، وَتَقْسِمُ فِيهِمْ فَيْئَهُمْ . قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ ، وَلا تَفْتِنِّي ، وَأَقِمْ وَجْهَكَ وَقَضَاءَكَ لِمَنِ اسْتَرْعَاكَ اللَّهُ مِنْ قَرِيبِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعِيدِهِمْ ، وَلا تُقْصِرْ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ قَضَاءَيْنِ ، فَيَخْتَلِفَ عَلَيْكَ أَمْرُكَ وَتَزِيغَ عَنِ الْحَقِّ ، وَالْحُجَّةَ يُعِنْكَ اللَّهُ عَلَى مَا وَلاكَ ، خُضِ الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ حَيْثُ عَلِمْتَهُ ، وَلا تَخْشَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ ، وَالْزَمِ الأَمْرَ قَالَ عُمَرُ : وَيْحَكَ ، مَنْ يُطِيقُ هَذَا يَا سَعِيدُ بْنَ عَامِرٍ ؟ قَالَ : مَنْ قَطَعَ اللَّهُ فِي عُنُقِهِ مِثْلَ الَّذِي قَطَعَ فِي عُنُقِكَ ، إِنَّمَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْمُرَ فَيُطَاعَ أَمْرُكَ أَوْ يُتْرَكَ ، فَتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ ، قَالَ عُمَرُ : إِنَّا سَنَجْعَلُ لَكَ رِزْقًا ، قَالَ : قَدْ جُعِلَ لِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ ، وَمَا أَنَا مُزْدَادٌ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا ، يَعْنِي عَطَاءَهُ . فَكَانَ إِذَا خَرَّجَ عَطَاءَهُ نَظَرَ إِلَى قُوتِ أَهْلِهِ مِنْ طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ فَعَزَلَهُ ، وَنَظَرَ إِلَى بَقِيَّتِهِ فَتَصَدَّقَ بِهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : أَيْنَ مَالُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَقْرَضْتُهُ ، فَأَتَى نَاسٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ لِقَوْمِكَ عَلَيْكَ حَقًّا . قَالَ : مَا أَسْتَأْثِرُ عَلَيْهِمْ وَإِنَّ يَدَيَّ مَعَ أَيْدِيهِمْ ، وَمَا أَنَا بِطَالِبٍ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِطِلْبَتِي الْحُورَ الْعَيْنِ ، لَوِ اطَّلَعَتْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ لأَشْرَقَتْ لَهَا الأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ لأَهْلِ الدُّنْيَا ، وَمَا أَنَا مُتَخَلِّفٌ عَنِ الْعُنُقِ الأَوَّلِ ، بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " يَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ يُزَفُّونَ كَمَا تُزَفُّ الْحَمَّامُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : قِفُوا لِلْحِسَابِ ، فَيَقُولُونَ : وَاللَّهِ مَا تَرَكْنَا شَيْئًا نُحَاسَبُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقَ عِبَادِي ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَبْعِينَ " ، أَوْ قَالَ : " أَرْبَعِينَ عَامًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْجُمَحِيِّ | سعيد بن عامر الجمحي | صحابي |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ | عبد الرحمن بن سابط القرشي / توفي في :118 | ثقة كثير الإرسال |
يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ | يزيد بن أبي زياد الهاشمي / ولد في :49 / توفي في :137 | ضعيف الحديث |
أَبُو سَعْدٍ | مسعود بن سعد الجعفي | ثقة |