أَخْبَرَنِي عِصْمَةُ بْنُ عِصَامٍ ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , يَقُولُ : " الْعُمْرَى ، وَالرُّقْبَى ، وَالْوَقْفُ جَائِزٌ ، وَهَذِهِ أَوْقَافُ الزُّبَيْرِ ، وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ ، إِذَا لَمْ يَحِدْ بِهَا عَنِ الْفَرَائِضِ ، وَهُوَ عَلَى مَا أَوْصَى بِهِ الْمَيِّتُ وَمَنْ أَعْمِرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَالسُّكْنَى خِلَافُ الْوَقْفِ ، وَالرُّقْبَى مِثْلُ الْوَقْفِ إِذَا أَسْكَنَكَ هَذِهِ الدَّارَ ، فَسَكَنَهَا الَّذِي أَسْكَنَهَا ثُمَّ مَاتَ ، رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي أُسْكِنَهَا ، وَلَا يِكُونُ لِلْوَرَثَةِ ، كَذَا فَعَلَ ابْنُ عُمَرَ قَبَضَهَا لَمَّا مَاتَ الْمُسْكِنُ ، وَالْوَقْفُ إِذَا مَاتَ ، كَانَتْ لِوَرَثَتِهِ وَلِوَلَدِهِ يَسْكُنُونَهَا وَيَعْمُرُونَهَا ، وَكَذَلِكَ الرُّقْبَى عَلَى ذَلِكَ ، وَقَالَ حَنْبَلٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : الْعُمْرَى ، وَالرُّقْبَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا ، رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، وَهَذِهِ وُقُوفُهُمْ بِالْمَدِينَةِ يَتَوَارَثُونَهَا إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ ، وَالْفُقَهَاءُ وهَلُمَّ جَرَّا ، وَهِيَ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، وَأَمْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، وَقَالَ حَنْبَلٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ويُنَفَّذُ عَلَى مَا أَوْصَى الْمَيِّتُ وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ . وَقَالَ حَنْبَلٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : الَعُمْرَى ، وَالرُّقْبَى وَالْوَقْفُ مَعْنَى وَاحِدٌ ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ شَرْطٌ لَمْ يَرْجَعْ إِلَى وَرَثَةِ الْمُعْمِرِ ، فَإِنْ شَرَطَ فِي وَقْفٍ فَقَالَ : حَيَاتُهُ فَإِنَّهَا تَرْجِعُ لِوَرَثَةِ الْمُعْمِرِ ، فَإِنْ جَعَلَهَا لَهُ حَيَاتَهُ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ كَانَتْ لِوَرَثَتِهِ لِلَّذِي أَعْمَرَهَا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى وَرَثَةِ الْأَوَّلِ ، وَقَالَ حَنْبَلٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : الْعُمْرَى ، وَالرُّقْبَى جَائِزَةٌ ، مَنْ أَعْمَرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : " وَالسُّكْنَى إِذَا أَسْكَنَكَ هَذِهِ الدَّارَ فَسَكَنَهَا الَّذِي أَسْكَنَهَا ، ثُمَّ مَاتَ ، رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي أُسْكِنَهَا ، وَلَا يَكُونُ لِوَرَثَتِهِ . كَذَا فَعَلَ ابْنُ عُمَرَ قَبَضَهَا لَمَّا مَاتَ الْمُسْكِنُ ، وَالْوَقْفُ إِذَا مَاتَ كَانَتْ لِوَرَثَتِهِ وَلِوَلَدِهِ يَسْكُنُونَهَا وَيَعْمُرُونَهَا ، وَكذَلِكَ الرُّقْبَى ، وَقَالَ حَنْبَلٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُرْقِبُ الرَّجُلَ وَيُعْمِرُهُ ؟ ، قَالَ : هِيَ لَهُ ، قِيلَ لَهُ : فَإِنْ قَالَ : هِيَ لَكَ فِإْذَا مُتَّ فَهِيَ لِفُلَانٍ ؟ ، قَالَ : هِيَ لِهَذَا الَّذِي أَعْمَرَهَا وَأَرْقَبَ إِذَا مَاتَ فَلِوَرَثَتِهِ لَا يَكُونُ لِلْآخَرِ شَيْءٌ ، وَقَالَ : السُّكْنَى خِلَافُ هَذَا . إِذَا قَالَ : قَدْ أَسْكَنْتُكَ هَذِهِ الدَّارَ حَيَاتَكَ ، فَهِيَ لَهُ حَيَاتَهُ ، فَإِذَا مَاتَ رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي أَسْكَنَهَا ، وَقَالَ حَنْبَلٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : قَالَ : الْعُمْرَى ، وَالرُّقْبَى ، وَالْوَقْفُ جَائِزٌ كُلُّهُ ، لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ . قَالَ : أَنَّهُمْ فَعَلُوهَا وَأَجَازُوهَا . وَقَالَ حَنْبَلٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : قَالَ : فَالرُّقْبَى ، وَالْعُمْرَى . الْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدٌ ، مَنْ مَلَكَ شَيْئًا حَيَاتَهُ فَهُوَ لَهُ حَيَاتَهُ وَبَعْدَ مَوْتِهِ ، وَالسُّكْنَى رَاجِعَةٌ إِلَى الْمَسْكَنِ . فَإِذَا قَالَ : هِيَ لَكَ سُكْنَى حَيَاتِكَ فَهِيَ رَاجِعَةٌ إِلَى الْأَوَّلِ أَوْ عَلَى مَا شَرطَ الْمُسْكِنُ فِي ذَلِكَ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَلِكٍ لِهَذَا ، وَالْعُمْرَى ، وَالرُّقْبَى مِلْكٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |