حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ ، قَالَ : ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ، أَوِ ابْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ جَيْشَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! سَمِعْنَا بِذِكْرِكَ ، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ ، فَنَسْمَعَ مِنْكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا " ، قَالَ : فَأَسْلَمُوا ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مُرْنَا وَانْهَنَا ، فَإِنَّا نَرَى أَنَّ الإِسْلامَ قَدْ نَهَانَا عَنْ أَشْيَاءَ كُنَّا نَأْتِيَهَا ، وَأَمَرَنَا بِأَشْيَاءَ لَمْ نَكُنْ نَقْرَبُهَا ، قَالَ : فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَاهُمْ ، ثُمَّ خَرَجُوا حَتَّى جَاءُوا رِحَالِهِمْ ، وَقَدْ خَلَّفُوا فِيهَا رَجُلا ، فَقَالَوا : اذْهَبْ ، فَضَعْ مِنْ إِسْلامِكَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِثْلَ الَّذِي وَضَعْنَا ، وَسَلْهُ عَنْ شَرَابِنَا ، فَإِنَّا نَسِينَا أَنْ نَسْأَلَهُ ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَهُمُ الأَمْرِ عِنْدَنَا ، فَجَاءَ ذَلِكَ الْفَتَى ، فَأَسْلَمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ النَّفْرَ الَّذِينَ جَاءُوكَ وَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْكَ , قَدْ أَمَرُونِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ , يُقَالُ لَهُ : الْمِزْرُ ، وَأَرْضُهُمْ أَرْضٌ بَارِدَةٌ ، وَهُمْ يَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَنْ يَمْتَهِنُ الأَعْمَالَ دُونَهُمْ ، وَإِذَا شَرِبُوهُ قَوَوا بِهِ عَلَى الْعَمَلِ ، قَالَ : أَوَمُسْكِرٌ هُوَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ ! نَعَمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " ، قَالَ : فَأَفْزَعَهُمْ ذَلِكَ ، فَخَرَجُوا بِأَجْمَعِهِمْ ، حَتَّى جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ ، وَإِنَّا نَعْمَلُ لأَنْفُسِنَا ، وَلَيْسَ لَنَا مِنْ يُمْتَهَنُ دُونَ أَنْفُسِنَا ، وَإِنَّمَا شَرَابٌ نَشْرَبُهُ بِأَرْضِنَا مِنَ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ : الْمِزْرُ ، وَإِذَا شَرِبْنَاهُ ، فَأُعِنَّا عَلَى الْبَرْدِ ، وَقَوِينَا عَلَى الْعَمَلِ ، فَقَالَ : أَمُسْكِرٌ هُوَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ مُسْكِرًا ، أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " ، قَالُوا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ : عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَابِرٍ | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
أَبِي الزُّبَيْرِ | محمد بن مسلم القرشي / ولد في :42 / توفي في :126 | صدوق إلا أنه يدلس |
عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ | عمارة بن غزية الأنصاري / توفي في :140 | ثقة |
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ | عبد العزيز بن محمد الدراوردي / توفي في :186 | صدوق حسن الحديث |
ابْنُ سَلَمَةَ | محرز بن سلمة العدني / توفي في :234 | صدوق حسن الحديث |
مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ | محرز بن عون الهلالي / ولد في :144 / توفي في :231 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ | محمد بن إسماعيل الصائغ / ولد في :196 / توفي في :276 | ثقة |