حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، قثنا أَبُو زُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى ، وَيَقُولُونَ : طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ . قَالَ : فَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ : يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ يَا عَائِشَةُ ، لَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُسْمِعِينَهُ مَا يَكْرَهُ . فَقَالَتْ : مَا لِي وَلَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ ، فَازْجُرْهَا . قَالَ : وَأَتَيْتُ حَفْصَةَ ، فَقُلْتُ لَهَا مثل ذَلِكَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُحِبُّكِ ، وَلَوْلا أَنَا لَطَلَّقَكِ ، فَبَكَتْ أَشَدَّ الْبُكَاءِ ، ثُمَّ ذَهَبْتُ ، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِ خِزَانَتِهِ . قَالَ : وَإِذَا رَبَاحٌ غُلامُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ عَلَى الْبَابِ مُدَلًّى رِجْلَيْهِ عَلَى نَقِيرٍ ، يَعْنِي جِذْعًا مَنْقُورًا ، فَقُلْتُ : يَا رَبَاحُ ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الْبَيْتِ ، ثُمَّ سَكَتَ . فَقُلْتُ : يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَنَظَرَ رَبَاحٌ لِلْبَيْتِ ، ثُمَّ سَكَتَ ، وَلا يَرَانِي جِئْتُ مِنْ أَجْلِ حَفْصَةَ . وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَئِنْ أَمَرَنِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهَا لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا . قَالَ : فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الْبَيْتِ ، ثُمَّ دَعَانِي ، فَأَجَبْتُ ، فَدَخَلْتُ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ إِزَارٌ ، فَلَمَّا رَآنِي أَدْنَى عَلَيْهِ إِزَارَهُ ، وَجَلَسَ ، فَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ . قَالَ : فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ " فَقُلْتُ : بِأَبِي ، وَأُمِّي ، وَمَالِي لا أَبْكِي ، وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى ، وَالأَعَاجِمُ عِنْدَهُمُ الأَنْهَارُ ، وَيَأْكُلُونَ الثِّمَارَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ " أَوَ مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ ؟ " ، قُلْتُ : بَلَى بِأَبِي ، وَأُمِّي لَعَلَّكَ تَرَانِي جِئْتُ مِنْ أَجْلِ حَفْصَةَ ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهَا لَضَرَبْتُهُ . قَالَ : وَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ مُغْضَبٌ ، فَمَا زِلْتُ عَلَيْهِ حَتَّى حَسِرَ عَنْهُ وَبَدَتْ نَوَاجِذُهُ . قَالَ : فَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ ثَغْرًا . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ؟ فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَكَ وَمَلائِكَتَهُ وَجِبْرِيلَ ، وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ ، وَالْمُؤْمِنُونَ . قَالَ : وَذَلِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ : وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ سورة التحريم آية 4 قَالَ : فَأَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِ عُمَرَ . فَقُلْتُ : إِنِّي دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الآنَ ، وَهُمْ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى ، وَيَقُولُونَ : طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ . أَفَطَلَّقْتَهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لا " . قَالَ : فَقُلْتُ : فَأُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ فَأَخْبِرْهُمْ " . قَالَ : فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقُومَ عَلَى سُدَّةِ الْبَابِ . فَقُلْتُ : أَلا إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُطَلِّقْ نِسَاءَهُ . قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ سورة النساء آية 83 إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قَالَ : فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنِ اسْتَنْبَطَهُ . قَالَ : وَإِذَا فِي خِزَانَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةٌ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوَ الصَّاعِ ، وَإِذَا قَبْضَةٌ مِنْ قَرَظٍ ، وَإِذَا أُفَيْقَتَيْنِ مُعَلَّقَتَيْنِ ، فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ ، وَالصَّغَانِيُّ ، قَالا : ثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ ، قثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ ، وَكَانَ وَجَدَ عَلَيْهِنَّ ، فَاعْتَزَلَهُنَّ فِي مَشْرُبَةٍ فِي خِزَانَتِهِ . قَالَ عُمَرُ : فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ بِنَحْوِهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أَبِي زُمَيْلٍ | سماك بن الوليد الحنفي | صدوق حسن الحديث |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبُو زُمَيْلٍ | سماك بن الوليد الحنفي | صدوق حسن الحديث |
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ | عكرمة بن عمار العجلي / توفي في :159 | صدوق يغلط |
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ | عكرمة بن عمار العجلي / توفي في :159 | صدوق يغلط |
مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ | موسى بن مسعود النهدي / ولد في :128 / توفي في :220 | صدوق سيء الحفظ |
النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ | النضر بن محمد الجرشي | ثقة له أفراد |
وَالصَّغَانِيُّ | محمد بن إسحاق الصاغاني / توفي في :270 | ثقة ثبت |
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ | أحمد بن يوسف الأزدي | حافظ ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ | محمد بن يحيى الذهلي / ولد في :172 / توفي في :258 | ثقة حافظ جليل |