حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قثنا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ ، قثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ ، قثنا أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لَمْ يَخْرُجْ . قَالَ : فَحَضَرَ النَّاسُ الْمَسْجِدَ يَنْتَظِرُونَهُ . قَالَ : فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَقَالُوا : لَو أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُدَّ . ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَرُدَّ فَجَلَسَا مَعَ النَّاسِ سَاعَةً ، فَقَالَ الْقَوْمُ لأَبِي بَكْرٍ : عُدْ ، فَعَادَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ ، فَأُذِنَ لَهُ . ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، فَأُذِنَ لَهُ . فَدَخَلا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنِسَاؤُهُ كُلُّهُنَّ حَوْلَهُ ، وَهُوَ نَاكِسٌ رَأْسَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ إِلَيْهِمْ بَصَرَهُ . فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَو رَأَيْتَ ابْنَةَ زَيْدٍ سَأَلْتَنِي آنْفًا الْكِسْوَةَ وَالنَّفَقَةَ ، فَعَمَدْتُ إِلَيْهَا ، فَوَجَأْتُ رَقَبَتَهَا وَجْأَةً خَرَّتْ مِنْهَا . فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَا نَاجِذُهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ " مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمِ إِلا أَنَّهُنَّ يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ وَالْكِسْوَةَ وَلَيْسَتْ عِنْدِي " . قَالَ : فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ ، فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَهَا ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ لِيَضْرِبَهَا ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالا : أَتَسْأَلانِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ ؟ فَقُلْنَ : وَاللَّهِ لا نَسْأَلَهُ شَيْئًا بَعْدَ الْيَوْمِ يَشُقُّ عَلَيْهِ . ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا وَخَرَجَا مَعَهُ ، فَأُذِّنَ بِالصَّلاةِ فَصَلَّى ، ثُمَّ نزل التَّخْيِيرُ : يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا { 28 } وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا { 29 } سورة الأحزاب آية 28-29 ، فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ إِنِّي عَارِضٌ عَلَيْكِ أَمْرًا فَلا ، تَعْجَلِي حَتَّى يَأْتِيَكِ أَبُوكِ وَأُمُّكِ ، فَسَلِيهِمَا . فَلَمَّا عَرَضَ عَلَيْهَا قَالَتْ : أَنَا أَسْتَشِيرُ فِيكَ أَبِي وَأُمِّي . فَأَنَا أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، وَأُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تُخْبِرَ أَحَدًا مِنْ صَوَاحِبَاتِي مَاذَا قُلْتُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّفًا ، وَلا مُتَعَنِّتًا ، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا ، وَلا تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلا أَخْبَرْتُهَا أَنَّكِ اخْتَرْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ " . ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُنَّ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِنَّ ، فَقُلْنَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ ؟ فَأَخْبَرَهُنَّ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ ، فَقُلْنَ : وَنَحْنُ قَدِ اخْتَرْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
أَبُو الزُّبَيْرِ | محمد بن مسلم القرشي / ولد في :42 / توفي في :126 | صدوق إلا أنه يدلس |
زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ | زكريا بن إسحاق المكي | ثقة |
سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ | سعيد بن سلام العطار | متروك الحديث |
أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ | سليمان بن سيف الطائي | ثقة حافظ |