أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : جَاءَ نَفَرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى ، أَفَنَكْوِيهِ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : " إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوهُ ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ ، يَعْنِي بِالْحِجَارَةِ " . وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " كَوَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِيَدِهِ مِنْ رَمْيَتِهِ بِمِشْقَصٍ ، ثُمَّ وَرِمَتْ ، فَحَسَمَهُ الثَّانِيَةَ " . وَالْمِشْقَصُ : نَصْلُ السَّهْمِ إِذَا كَانَ طَوِيلا غَيْرَ عَرِيضٍ ، فَإِنْ كَانَ عَرِيضًا ، فَهُوَ الْمِعْبَلَةُ . وَعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : " رُمِيَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى أَكْحَلِهِ ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ إِلَيْهِ طَبِيبًا ، فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقًا ، ثُمَّ كَوَاهُ عَلَيْهِ " . وَعَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنَ الشَّوْكَةِ " . وَرُوِيَ ، " أَنَّهُ كَوَاهُ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذَّبْحَةِ " . وَقَالَ أَنَسٌ : " كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الْجُنُبِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ ، وَشَهِدَنِي أَبُو طَلْحَةَ ، وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِي " . وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ اكْتَوَى فِي أَصْلِ أُذُنِهِ مِنَ اللِّقْوَةِ ، وَكَوَى ابْنَهُ وَاقِدًا . قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : الْكَيُّ دَاخِلٌ فِي جُمْلَةِ الْعِلاجِ وَالتَّدَاوِي الْمَأْذُونُ فِيهِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْكَيِّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ كَانُوا يُعَظِّمُونَ أَمْرَهُ ، وَيَرَوْنَ أَنَّهُ يَحْسِمُ الدَّاءَ وَيُبَرِّئَهُ ، وَإِذَا لَمْ يَفْعَلْ ، هَلَكَ صَاحِبُهُ ، وَيَقُولُونَ : آخَرُ الدَّوَاءِ الْكَيُّ ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، إِذَا كَانَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ ، وَأَبَاحَ اسْتِعْمَالَهُ عَلَى مَعْنَى طَلَبِ الشِّفَاءِ وَالتَّرَجِّي لِلْبُرْءِ بِمَا يُحْدِثُ اللَّهُ مِنْ صُنْعِهِ فِيهِ ، فَيَكُونُ الْكَيُّ وَالدَّوَاءُ سَبَبًا لا عِلَّةً . وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ نَهْيُهُ عَنِ الْكَيِّ ، هُوَ أَنْ يَفْعَلَهُ احْتِرَازًا عَنِ الدَّاءِ قَبْلَ وُقُوعِ الضَّرُورَةِ ، وَنُزُولِ الْبَلِيَّةِ ، وَذَلِكَ مَكْرُوهٌ ، وَإِنَّمَا أُبِيحَ الْعِلاجُ ، وَالتَّدَاوِي عِنْدَ وُقُوعِ الْحَاجَةِ ، وَدُعَاءِ الضَّرُورَةِ إِلَيْهِ ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا نَهَى عِمْرَانَ عَنِ الْكَيِّ فِي عِلَّةٍ بِعَيْنِهَا لِعِلْمِهِ أَنَّهُ لا يَنْجَعُ ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ : فَمَا أَفْلَحْنَا ، وَقَدْ كَانَ بِهِ الْبَاسُورُ ، وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا نَهَاهُ عَنِ اسْتِعْمَالِ الْكَيِّ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الْبَدَنِ ، وَالْعِلاجِ إِذَا كَانَ فِيهِ الْخَطَرُ الْعَظِيمِ كَانَ مَحْظُورًا ، وَالْكَيُّ فِي بَعْضِ الأَعْضَاءِ يَعْظُمُ خَطَرُهُ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِي بَعْضِهَا ، فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ النَّهْيُ مُنْصَرِفًا إِلَى النَّوْعِ الْمَخُوفِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ اكْتَوَى مِنَ اللِّقْوَةِ ، وَرُقِيَ مِنَ الْعَقْرَبِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
أَبِي الأَحْوَصِ | عوف بن مالك الجشمي / توفي في :90 | ثقة |
أَبِي إِسْحَاقَ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
مَعْمَرٌ | معمر بن أبي عمرو الأزدي / ولد في :96 / توفي في :154 | ثقة ثبت فاضل |
عَبْدُ الرَّزَّاقِ | عبد الرزاق بن همام الحميري / ولد في :126 / توفي في :211 | ثقة حافظ |
أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ | أحمد بن منصور الرمادي | ثقة حافظ |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ | إسماعيل بن محمد الصفار | ثقة |
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ | علي بن محمد الأموي / ولد في :328 / توفي في :415 | ثقة ثبت |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ | أحمد بن عبد الله الفازي | مجهول الحال |