أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " تَزَوَّجَنِي النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ ، فَوُعِكْتُ ، فَتَمَرَّقَ شَعْرِي ، فَوَفَى جُمَيْمَةً ، فَأَتَتْنِي أُمِّي ، أُمُّ رُومَانَ ، وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي ، فَصَرَخَتْ بِي ، فَأَتَيْتُهَا ، مَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ مِنِّي ، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ ، وَإِنِّي لأنْهَجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي ، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ ، فَمَسَحَتْ بِه وَجْهِي ، وَرَأْسِي ، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ ، فَقُلْنَ : عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ، وَعلَى خَيْرِ طَائِرٍ ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ ، فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ " . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ . قَوْلُهَا : " وُعِكَتْ " ، أَيْ : حُمِمَتْ ، وَالْوَعْكُ : الْحُمَّى . قَوْلُهَا : " تَمَرَّقَ شَعْرِي " ، أَيِ : انْتَثَرَ مِنَ الْمَرَضِ ، وَمِثْلُهُ تَمَرَّطَ . فَوَفَى ، أَيْ : تَمَّ ، وَالْجُمَيْمَةُ : تَصْغِيرُ الْجُمَّةِ مِنَ الشَّعْرِ . قَوْلُهَا : " لأَنْهَجُ " ، أَيْ : أَرْبُو ، وَأَتَنَفَّسُ ، يُقَالُ : نَهَجَ ، يَنْهَجُ ، وَأَنْهَجَ : إِذَا عَلاهُ الْبُهْرُ ، وَالنَّفَسُ مِنَ الإِعْيَاءِ ، ونَهَجَ بِفَتْحِ الْهَاءِ ، يَنْهَجُ : إِذَا أَوْضَحَ وَأَبَانَ ، يُقَالُ : نُهِجَ لَكَ مَنْهَجٌ ، فَالْزَمْهُ ، وَالْمَنْهَجُ : الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا سورة المائدة آية 48 . قَوْلُهَا : لَمْ يَرُعْنِي ، أَيْ لَمْ يُفَاجِئْنِي ، وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الشَّيْءِ لا تَتَوَقَّعَهُ فَيَهْجِمَ عَلَيْكَ .