حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ ، ثنا أَبَانُ ، ثنا يَحْيَى ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ ، حَدَّثَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ ، حَدَّثَهُ : " أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَ النَّحْرِ هُوَ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَايَا فَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ ، وَلا صَاحِبَهُ فَحَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبِهِ ، وَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، فَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ وَقَلَّمَ أَظَافِرَهُ ، وَأَعْطَى صَاحِبَهُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ مَخْضُوبٌ عِنْدَنَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي شُعُورِ بَنِي آدَمَ ، فَكَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُنْتَفَعَ بِشُعُورِ النَّاسِ الَّتِي تَحْلِقُ بِمِنًى ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : كُلُّ مَا كَانَ طَاهِرًا فِي حَالِ حَيَاتِهِ يَجُوزُ مِلْكُهُ وَالانْتِفَاعُ بِهِ ، وَإِنْ كَانَ مَا لا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ فَلا بَأْسَ بِالانْتِفَاعِ بِشَعْرِهِ فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ ؛ لأَنَّ الشَّعْرَ لا يَمُوتُ ، وَذَلِكَ كَالإِنْسَانِ ، وَهُوَ طَاهِرٌ وَشَعْرُهُ طَاهِرٌ ، فَإِذَا جُزَّ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ حَالِهِ ؛ لأَنَّ الشَّعْرَ لا ذَكَاةَ عَلَيْهِ ، وَلا حَيَاةَ فِيهِ ، وَهُوَ بَعْدَ الْجَزِّ وَقَبْلَهُ وَبَعْدَ مَوْتِ الإِنْسَانِ وَقَبْلَهُ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ لا يَتَغَيَّرُ ، وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ الأَهْلِيُّ وَالسِّنَّوْرُ ، وَكُلُّ مَا مَلِكَهُ وَكَانَ طَاهِرًا فِي حَالِ حَيَاتِهِ مِمَّا لا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ، وَكُلُّ مَا لَمْ يَجُزْ مِلْكُهُ وَالانْتِفَاعُ بِهِ فِي حَالِ حَيَاتِهِ ، فَكَذَلِكَ شَعْرُهُ فِي حَيَاتِهِ ، وَبَعْدَ مَوْتِهِ لا يَجُوزُ الانْتِفَاعُ بِهِ ، وَذَلِكَ كَالْخِنْزِيرِ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَأَنَا ذَاكِرٌ اخْتِلافَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْخِنْزِيرِ فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَقَالَ آخَرُ : مِمَّا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يُصَلِّي وَعَلَى ثَوْبَهُ بَعْضُ الشَّعْرِ مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ ، وَفِيمَا يَجِدُونَهُ فِي أَطْعِمَتِهِمْ وَأَشْرِبَتِهِمْ مِنَ الشَّعْرِ ، لا يَتَعَافُونَ ذَلِكَ بَيَانٌ عَلَى أَنَّ الشَّعْرَ طَاهِرٌ ، وَلَيْسَ مَعَ مَنِ ادَّعَى أَنَّ شُعُورَ بَنِي آدَمَ نَجِسَةٌ حُجَّةٌ تَلْزَمُ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَفِي قَسْمٍ مِنْ قَسْمِ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ النَّاسِ بَيَانٌ عَلَى طَهَارَةِ الشَّعْرِ ، وَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَقْصُرُ فَهْمُهُ يَقُولُهُ : وَقَالَ : لا يَجُوزُ أَنْ تُجْعَلَ شُعُورُ سَائِرِ النَّاسِ كَشَعْرِهِ نَقُولُ لَهُ لَيْسَ يَدْخُلُ عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ الشَّعْرَ طَاهِرٌ شَيْئًا إِلا دَخَلَ عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمَنِيَّ طَاهِرٌ مِثْلُهُ ؛ لأَنَّهُ يُحْتَجُّ فِي طَهَارَتِهِ بِفَرْكِ عَائِشَةَ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَنْ يَدْخُلَ فِي أَحَدِهِمَا شَيْءٌ إِلا دَخَلَ فِي الآخَرِ مِثْلُهُ ، وَالتَّحَكُّمُ لا يَجُوزُ ، وَعَلَى أَنَّ اخْتِلافَ الْقَوْلِ لا يُفَارِقُ بَعْضَ مَنْ خَالَفَ مَا قُلْنَاهُ ؛ لأَنَّهُ قَالَ : مَنْ مَسَّ عُضْوًا مِنْ أَعْضَاءِ زَوْجَتِهِ انْتَقَضَتْ طَهَارَتُهُ ، وَإِنْ مَسَّ شَعْرَهَا لَمْ تُنْتَقَضْ طَهَارَتُهُ ، وَقَوْلُهُ : لَهَا شَعْرُكِ طَالِقٌ مِثْلُ قَوْلِهِ : لَهَا رِجْلُكِ طَالِقٌ ، فَقَدْ جَعَلَ الشَّعْرَ كَعُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهَا فِي بَابِ الطَّهَارَةِ ، قَالَ : شُعُورُ بَنِي آدَمَ ، وَمَا لا يَجُوزُ أَكْلُ لَحْمِهِ نَجِسٌ ؛ لأَنَّ مَا قُطِعَ مِنَ الْحَيِّ هُوَ مَيِّتٌ فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ فِي شُعُورِ مَا لا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ، وَلَيْسَ فَرْقٌ بَيْنَهُمَا ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَلا يُصَلِّي الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَاصِلَيْنِ شَعْرَ إِنْسَانٍ بِشُعُورِهِمَا ، وَلا شُعُورَهُمَا بِشَيْءٍ لا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ، وَلا شَعْرُ شَيْءٍ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ إِلا أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ شَعْرُهُ ، وَهُوَ حَيٌّ ، فَيَكُونُ فِي مَعْنَى الذَّكِيِّ كَمَا يَكُونُ اللَّبَنُ فِي مَعْنَى الذَّكِيِّ أَوْ يُؤْخَذُ بَعْدَمَا يُذَكَّى مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ فَتَقَعُ الذَّكَاةُ عَلَى كُلِّ حَيٍّ مِنْهُ وَمَيْتٍ ، وَإِنْ سَقَطَ مِنْ شُعُورِهِمَا شَيْءٌ فَوَصَلا بِشَعْرِ إِنْسَانٍ أَوْ شُعُورِهِمَا لَمْ يُصَلِّيَا فِيهِ ، فَإِنْ فَعَلا أَعَادَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ مِثْلَ مَعْنَى قَوْلِ الشَّافِعِيِّ ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُهُمَا وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ بِخَبَرِ أَسْمَاءَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَاهُ | عبد الله بن زيد الأنصاري / توفي في :32 | صحابي |
مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ | محمد بن عبد الله الأنصاري | ثقة |
أَبَا سَلَمَةَ | أبو سلمة بن عبد الرحمن الزهري / ولد في :22 / توفي في :94 | ثقة إمام مكثر |
يَحْيَى | يحيى بن أبي كثير الطائي / توفي في :129 | ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل |
أَبَانُ | أبان بن يزيد العطار | ثقة |
أَبُو سَلَمَةَ | موسى بن إسماعيل التبوذكي / توفي في :223 | ثقة ثبت |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ | عبد الله بن أحمد التميمي / توفي في :279 | صدوق حسن الحديث |