حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : " لا صَلاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلا فِي الْمَسْجِدِ " . قَالَ الثَّوْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ : فَقِيلَ لِعَلِيٍّ : وَمَنْ جَارُ الْمَسْجِدِ ؟ ، قَالَ : " مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ " . وَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ : لَيْسَ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِي الْحَضَرِ ، وَالْقَرْيَةِ رُخْصَةٌ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ فِي أَنْ يَدَعَ الصَّلاةَ ، وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ : لا طَاعَةَ لِلْوَالِدَيْنِ فِي تَرْكِ الْجُمُعَةِ ، وَالْجَمَاعَاتِ ، سَمِعَ النِّدَاءَ ، أَوْ لَمْ يَسْمَعْ ، وَقَالَ أَحْمَدُ فِيمَنْ عُلِمَ يَتَخَلَّفُ عَنِ الْجَمَاعَةِ : فَهَذَا الرَّجُلُ ، أَيْ : رَجُلُ سُوءٍ ، وَكَانَ أَبُو ثَوْرٍ يَقُولُ : الصَّلاةُ فِي الْجَمَاعَةِ وَاجِبَةٌ ، لا يَسَعُ أَحَدًا تَرْكُهَا إِلا مِنْ عُذْرٍ تَعَذَّرَ بِهِ . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : ذَكَرَ اللَّهُ الأَذَانَ بِالصَّلاةِ ، فَقَالَ : وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ سورة المائدة آية 58 الآيَةَ ، وَقَالَ : إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ سورة الجمعة آية 9 الآيَةَ ، وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَذَانَ لِلصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ ، فَأَشْبَهَ مَا وَصَفْتُ أَنْ لا يَحِلُّ تَرْكُ أَنْ يُصَلِّيَ كُلَّ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ ، حَتَّى لا يُخَلَّى جَمَاعَةٌ مُقِيمُونَ ، وَلا مُسَافِرُونَ مِنْ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِمْ صَلاةَ جَمَاعَةٍ ، فَلا أُرَخِّصُ لِمَنْ قَدُرُ عَلَى صَلاةِ الْجَمَاعَةِ فِي تَرْكِ إِتْيَانِهَا إِلا مِنْ عُذْرٍ ، وَإِنْ تَخَلَّفَ أَحَدٌ ، فَصَلاهَا مُنْفَرِدًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إِعَادَتُهَا صَلاهَا قَبْلَ صَلاةِ الإِمَامِ ، أَوْ بَعْدَهَا ، إِلا صَلاةَ الْجُمُعَةِ ، فَإِنَّ عَلَى مَنْ صَلاهَا ظُهْرًا قَبْلَ صَلاةِ الإِمَامِ أَعَادَهَا ؛ لأَنَّ إِتْيَانَهَا فَرْضٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَفِي ذَمِّ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَغَيْرِهِمُ الْمُتَخَلِّفَ عَنْ حُضُورِ الْجَمَاعَاتِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ مَعَ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ : كُنَّا مَنْ فَقَدْنَاهُ فِي صَلاةِ الْعِشَاءِ ، وَالْفَجْرِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ ، وَقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ، وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلا مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ ، بَيَانُ مَا قُلْنَاهُ ، وَلَوْ كَانَ حُضُورُ الْجَمَاعَاتِ نَدْبًا مَا لَحِقَ الْمُتَخَلِّفَ عَنْهَا ذَمٌّ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيٍّ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
أَبِيهِ | ذر بن عبد الله المرهبي | ثقة |
أَبِي حَيَّانَ | المنذر الأشجعي | ضعيف الحديث |
وَابْنِ عُيَيْنَةَ | سفيان بن عيينة الهلالي | ثقة حافظ حجة |
الثَّوْرِيِّ | سفيان الثوري | ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس |
عَبْدِ الرَّزَّاقِ | عبد الرزاق بن همام الحميري / ولد في :126 / توفي في :211 | ثقة حافظ |
إِسْحَاقُ ، عَنْ | إسحاق بن راهويه المروزي | ثقة حافظ إمام |