حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ وَكَانَ يُسَمَّى الْمَسِيحَ قَالَ : سَمِعْتُ سَلْمَانَ ، يَقُولُ : " إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَلا تَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ ، وَلا تَكَلَّمْ " . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَسُئِلَ عَنِ التَّخَطِّي إِلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ ، قَالَ : لا تُخَطَّى رِقَابُ النَّاسِ ، وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ : لا بَأْسَ أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى مَجْلِسِهِ ، وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ فِي قَوْمٍ جُلُوسٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، وَخَلْفَهُمْ مُتَّسَعٌ : لا بَأْسَ أَنْ يَتَخَطَّاهُمْ إِلَى السَّعَةِ . وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ : وَهُوَ أَنَّ التَّخَطِّيَ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ ، وَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَمَنْ تَخَطَّى حِينَئِذٍ ، فَهُوَ الَّذِي فِيهِ الْحَدِيثُ ، فَأَمَّا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَلا بَأْسَ بِهِ إِذَا كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فُرَجٌ ، وَلْيَرْفُقْ فِي ذَلِكَ ، هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ ، وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ رَخَّصَ أَنْ يَتَخَطَّى إِلَى مَجْلِسِهِ ، إِنْ كَانَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ الإِمَامُ ، فَإِذَا خَرَجَ ، فَلْيَجْلِسْ فِي أَدْنَى مَجْلِسٍ . وَفِيهِ قَوْلٌ رَابِعٌ : قَالَهُ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : أَكْرَهُ تَخَطِّيَ رِقَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، قَبْلَ دُخُولِ الإِمَامِ وَبَعْدُ ؛ لِمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الأَذَى لَهُمْ ، وَسُوءِ الأَدَبِ ، فَإِنْ كَانَتْ خَطْوُهُ إِلَى الْفُرْجَةِ بِوَاحِدٍ ، أَوِ اثْنَيْنِ رَجَوْتُ أَنْ يَسَعَهُ التَّخَطِّي ، وَإِنْ كَثُرَ كَرِهْتُهُ لَهُ ، إِلا أَنْ لا يَجِدَ السَّبِيلَ إِلَى مُصَلًّى يُصَلِّي فِيهِ الْجُمُعَةَ ، إِلا أَنْ يَتَخَطَّى فَيَسَعَهُ التَّخَطِّي ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَفِيهِ قَوْلٌ خَامِسٌ : وَهُوَ أَنْ يَتَخَطَّى بِإِذْنِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَتَخَطَّاهُمْ ، رُوِّينَا عَنْ أَبِي نَضْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا ، فَيَقُولُ : أَتَأْذَنُونَ لِي أَنْ أَتَخَطَّاكُمْ ؟ ، فَيَتَخَطَّا إِلَى مَجْلِسِهِ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : تَخَطِّي رِقَابِ النَّاسِ غَيْرُ جَائِزٍ ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ ، وَلا فَرْقَ بَيْنَ الْقَلِيلِ ، وَالْكَثِيرِ مِنْهُ ؛ لأَنَّ الأَذَى لا يَجُوزُ مِنْهُ شَيْءٌ أَصْلا ، وَإِذَا جَاءَ فَوَسَّعُوا لَهُ ، فَتَخَلَّلَهُمْ ، وَلَمْ يَتَخَطَّاهُمْ ، فَهُوَ غَيْرُ دَاخِلٍ فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَلْمَانَ | سلمان الفارسي | صحابي |