حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : " رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَجُلا يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا فَنَهَاهُ ، قَالَ : هُوَ ذَا أَبٌ يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا ، قَالَ : إِنِّي أَشْتَكِي رِجْلَيَّ " . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَدْ تُكُلِّمَ فِي إِسْنَادِهِ ، رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَمَاعَةٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ التَّرَبُّعِ ، وَلا أَحْسَبُ الْحَدِيثَ يَثْبُتُ مَرْفُوعًا ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ لِلْمَرِيضِ أَنْ يُصَلِّيَ فَيَكُونَ جُلُوسُهُ كَمَا سَهُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، إِنْ شَاءَ صَلَّى مُتَرَبِّعًا ، وَإِنْ شَاءَ مُحْتَبِيًا ، وَإِنْ شَاءَ جَلَسَ كَجُلُوسِهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ ، كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رُوِيَ عَنِ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حُجَّةِ مَنْ رَأَى أَنْ يَتَرَبَّعَ فِي الصَّلاةِ أَنَّ الْمُصَلِّيَ قَائِمًا لَمَّا كَانَ حَالُهُ قَائِمًا غَيْرَ حَالِهِ جَالِسًا ، وَجَبَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الْحَالَتَيْنِ ، فَيَكُونُ فِي الْحَالِ قِيَامُهُ مُتَرَبِّعًا لِيَدْخُلَ بَيْنَ حَالِ قِيَامِهِ وَحَالِ جُلُوسِهِ مَعَ مَا رُوِيَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ . وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَنْ صَلَّى فَكَانَ فِي جُلُوسُهُ مُتَرَبِّعًا كَيْفَ يَفْعَلُ فِي حَالِ رُكُوعِهِ ؟ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ ثَنَى فَخِذَهُ كَمَا يَجْلِسُ فِي الصَّلاةِ ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ ، هَذَا قَوْلُ النَّخَعِيِّ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يَكُونُ جُلُوسُهُ مُتَرَبِّعًا ، وَيَرْكَعُ وَهُوَ مُتَرَبِّعٌ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ ثَنَى رِجْلَهُ ، هَذَا قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَحُكِيَ عَنْ مَالِكٍ نَحْوٌ مِنْ قَوْلِ الثَّوْرِيِّ ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ ثَنَى رِجْلَهُ وَسَجَدَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |