فَأَمَّا أَصْحَابُ الإِمْلاءِ فَإِنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو يُوسُفَ فِي رَمَضَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ ، قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ سورة الأنفال آية 41 فَهَذَا ، فِيمَا بَلَغَنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، فِيمَا أَصَابَ مِنْ عَسَاكِرِ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنَ الْغَنَائِمِ ، وَالْخُمُسُ مِنْهَا ، عَلَى مَا سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهَا بَيْنَ الْجُنْدِ الَّذِينَ أَصَابُوا ذَلِكَ ، لِلْفَرَسِ سَهْمٌ ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمٌ ، عَلَى مَا جَاءَ مِنَ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : لِلرَّجُلِ سَهْمٌ ، وَلِلْفَرَسِ سَهْمٌ ، وَالْخُمُسُ يُقْسَمُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ ، خُمُسُ اللَّهِ وَالرَّسُولِ وَاحِدٌ ، وَخُمُسُ ذَوِي الْقُرْبَى ، لِكُلِّ صِنْفٍ سَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الآيَةِ خُمُسُ الْخُمُسِ ، فَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ثُبُوتُ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى قَالُوا : وَأَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو يُوسُفَ فِي مَسْأَلَةٍ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : إِذَا ظَهَرَ الإِمَامُ عَلَى بَلَدٍ مِنْ بِلادِ أَهْلِ الشِّرْكِ فَهُوَ بِالْخِيَارِ ، يَفْعَلُ فِيهِ الَّذِي يَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ وَخَيْرٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، إِنْ رَأَى أَنْ يُخَمِّسَ الأَرْضَ وَالْمَتَاعَ ، وَيَقْسِمَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسِهِ بَيْنَ الْجُنْدِ الَّذِينَ افْتَتَحُوا مَعَهُ ، فَعَلَ ، وَيَقْسِمُ الْخُمُسَ عَلَى ثَلاثَةِ أَسْهُمٍ ، لِلْفُقَرَاءِ ، وَالْمَسَاكِينِ ، وَابْنِ السَّبِيلِ ، وَإِنْ رَأَى أَنْ يَتْرُكَ الأَرْضِينَ وَيَتْرُكَ أَهْلَهَا فِيهَا ، وَيَجْعَلُهَا ذِمَّةً ، وَيَضَعُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَرْضِهِمُ الْخَرَاجَ ، وَكَمَا فَعَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالسَّوَادِ ، كَانَ ذَلِكَ كُلُّهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |