عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : صَلَّى خُبَيْبٌ عِنْدَ الْقَتْلِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : " لَوْلا أَنَّهُ بِي جَزَعٌ لَصَلَّيْتُ أَرْبَعًا " ، قُلْتُ لِسُفْيَانَ : الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ يُؤْسَرُ فَيُرِيدُونَ قَتْلَهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : مُدَّ عُنُقَكَ ، أَيَمُدُّ عُنُقَهُ ، وَهُوَ يَخَافُ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَنْ يُمَثَّلَ بِهِ ؟ قَالَ : مَا يُعْجِبُنِي أَنْ يُعِينَ عَلَى نَفْسِهِ وَسَأَلْتُ الأَوْزَاعِيَّ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا ، وَلا أَرَاهُ أَعَانَ عَلَى نَفْسِهِ إِذَا خَافَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَنْ يُمَثَّلَ بِهِ ، أَوْ يُدَنَّقَ فِي الْمَوْتَةِ قُلْتُ : فَرَجُلٌ أُسِرَ هُوَ وَابْنُهُ ، فَأَرَادُوا قَتْلَهُمَا ، فَقَالَ : قَدِّمُوا ابْنِي قَبْلِي ، إِرَادَةَ أَنْ يَحْتَسِبَهُ قَبْلَهُ ، أَتُرَاهُ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ ؟ قَالَ : لا وَكَرِهَهُ سُفْيَانُ قُلْتُ : نَفَرٌ أُسِرُوا جَمِيعًا فَأَرَادُوا قَتْلَهُمْ فَجَزِعَ أَحَدُهُمْ مِنَ الْقَتْلِ ، فَقَالَ : ابْدَءُوا بِهَذَا قَبْلِي لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ؟ فَقَالَ : بِئْسَ مَا قَالَ ، وَلَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَكُونَ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ قُلْتُ : فَقَالَ لِلَّذِي يَلِي قَتْلَهُ : خُذْ سَيْفِي هَذَا فَإِنَّهُ أَقْطَعُ مِنْ سَيْفِكَ لِيَقْتُلَهُ بِهِ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : لا يُعْجِبُنِي هَذَا قُلْتُ : فَالأَسْرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُرِيدُونَهُمْ عَلَى أَنْ يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ عَدَدًا آخَرَ ؟ فَقَالَ : رُبَّمَا أَرَادُوهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَشَرَطُوا لَهُمْ إِنْ فَتَحَ لَهُمْ أَنْ يُخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ، فَيَرْجِعُوا إِلَى دَارِ الإِسْلامِ ، فَإِذَا شَرَطُوا لَهُمْ ذَلِكَ فَلا أَرَى بِقِتَالِهِمْ بَأْسًا ، إِنَّمَا نِيَّتُهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى دَارِ الإِسْلامِ ، فَإِنْ لَمْ يَشْتَرِطُوا لَهُمْ ذَلِكَ ، فَلا يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ إِلا أَنْ يَخَافُوا عَلَى دِمَائِهِمْ قُلْتُ : وَمَا يُكْرَهُ مِنْ قِتَالِهِمْ ؟ قَالَ : لأَنَّهُمْ حِينَئِذٍ يُقَوُّونَ هَؤُلاءِ ، وَإِنْ كَانَتْ غَنِيمَةً لَهُمْ فَلا خَيْرَ فِيهِ قُلْتُ : فَإِنْ أُخْرِجُوا كَرْهًا يُقَاتِلُونَ إِذَا لَقَوْا ؟ قَالَ : لا ، وَلَكِنْ يُوَرُّونَ قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اشْتَرَطُوا لَهُمْ مَا ذَكَرْتَ ثُمَّ أَصَابُوا غَنِيمَةً وَقَدْ قَاتَلُوا مَعَهُمْ أَيَأْتُوهُمْ بِمَا أَصَابُوا ، أَوْ يُمْسِكُونَهَا ؟ قَالَ : لا ، بَلْ يُمْسِكُونَهُ ، إِلا أَنْ يَكُونُوا اشْتَرَطُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْتُوهُمْ بِمَا أَصَابُوا مِنْ غَنِيمَةٍ ، أَوْ يَدَعُوهُمْ بِهَا ، فَيَأْتُوهُمْ بِهَا وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : لا بَأْسَ أَنْ يُقَاتِلُوا ، مَعَهُمْ قُلْتُ : فَإِلَى مَا يَدْعُونَهُمْ ، وَإِنْ كَانَتْ غَنِيمَةً كَانَتْ قُوَّةً لَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : لا بَأْسَ بِهِ ، هُمْ عَدُوٌّ كُلُّهُمْ قَالَ : ثُمَّ شَكَّ فِي ذَلِكَ بَعْدُ وَسَأَلْتُ غَيْرَهُ فَقَالَ : لا يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ إِلا أَنْ يُكْرَهُوا عَلَى ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
خُبَيْبٌ | خبيب بن إساف الخزرجي | صحابي |
الأَوْزَاعِيِّ | عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي / ولد في :87 / توفي في :157 | ثقة مأمون |