وَأُخْبِرْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْبَصْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ أَخُو مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْحِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ ، عَنْ مَكْحُولٍ الدِّمَشْقِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّهُ قَالَ : عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيَّ الْقُرْآنَ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا مَرَّتَيْنِ فَقَالَ : " يَا أُبَيُّ ، إِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ فَقَالَ أُبَيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَقَدْ ذُكِرْتُ فِي الْمَلإِ الأَعْلَى ؟ فَقَالَ : " نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ " ، فَارْتَعَشَ أُبَيٌّ لِذَلِكَ فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا أَفَاقَ احْتَضَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَسَكَّنَهُ ، فَهَدَأَ أُبَيٌّ وَسَكَنَ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا قَرَأَ وَفَرَغَ ، قَالَ أُبَيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمَا كَانَتْ لِي خَاصَّةً لِقِرَاءَتِكَ الْقُرْآنَ عَلَيَّ ، فَخُصَّنِي بِعِلْمِ ثَوَابِ الْقُرْآنِ مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَطْلَعَكَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " نَعَمْ يَا أُبَيُّ ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَآمَنَ بِهِ ، وَقَبِلَهُ بِقُبُولِهِ إِلا أَعْطَاهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا يَعْجِزُ عَنْهُ مَنْطِقُ الأَلْسُنِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ " ، فَقَالَ أُبَيٌّ : قَدْ عَلِمْنَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ وَالإِيمَانَ بِهِ ، فَمَا قَوْلُكَ فِيمَنْ قَبِلَهُ بِقُبُولِهِ ؟ قَالَ : " يُحِلُّ حَلالَهُ ، وَيُحَرِّمُ حَرَامَهُ ، وَيَقَفُ عِنْدَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ، لا يُمَارِي فِيمَنْ مَارَى ، وَلا يَجْهَلُ فِيمَنْ يَجْهَلُ ، يَقُولُ الْحَقَّ ، وَيَعْمَلُ بِهِ ، وَيَأْمُرُ بِالْحَقِّ وَيَفْعَلُهُ لا يُخَالِفُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ ، وَلا سَرِيرَتُهُ عَلانِيَتَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَأْخُذُ أَصْحَابَ الْقُرْآنِ بِمَا يَأْخُذُ بِهِ الرُّسُلَ ، وَيَسْأَلُهُمْ عَمَّا يَسْأَلُ عَنْهُ الرُّسُلَ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ، وَالأَخْذِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِيَامِ بِطَاعَتِهِ ، فَكَمَا وَجَبَ لِلَّهِ عَلَى الرُّسُلِ تَبْلِيغُ الرِّسَالَةِ كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى أَصْحَابِ الْقُرْآنِ النَّصِيحَةُ لَعِبَادِ اللَّهِ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فِي قَصْدٍ وَرِفْقٍ وَرَحْمَةٍ وَوَقَارٍ وَسَكِينَةٍ وَتَؤُدَّةٍ ، لا يَحْمِلُهُ قَوْلُهُ أَنْ يُعَنِّفَ عَلَيْهِمْ ، وَلا يَرْفَعُ مَا فِيهِ وَضَيَّعُوا مِنْ حَقِّ اللَّهِ بِذِكْرِهِمْ وَعِيدَهُ ، وَتَخَوُّفَهُمْ آيَاتِهِ ، وَيُحَذِّرُهُمْ نَفْسَهُ وَعَذَابَهُ ، وَيُذَكِّرُهُمْ أَيَّامَ اللَّهِ وَنِعَمَهُ عَلَيْهِمْ وَحُسْنَ ثَوَابِهِ لأَهْلِ طَاعَتِهِ ، فَكَذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ، فَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِهِ ، وَقَبِلَهُ بِقُبُولِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا يُعْطِي الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ أُبَيٌّ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَيْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ لِمَا صَبَرَ عَلَيْهِ ، وَرَجَا ثَوَابَهُ ؟ قُلْتُ : فَمَنْ يَصِيرُ عَلَيْهِ وَيَرْجُو ثَوَابَهُ ؟ قَالَ : مَنْ صَدَقَتْ نِيَّتُهُ وَعَظُمَتْ رَغْبَتُهُ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ رَبِّهِ ، جَاءَهُ مِنَ اللَّهِ السَّدَادُ ، وَالتَّوْفِيقُ وَحُسْنُ الْمَعُونَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَضَى أَنَّهُ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ | أبي بن كعب الأنصاري | صحابي |
مَكْحُولٍ الدِّمَشْقِيِّ | مكحول بن أبي مسلم الشامي / توفي في :112 | ثقة فقيه كثير الإرسال |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ | يونس بن عبيد العبدي / توفي في :139 | ثقة ثبت فاضل ورع |
عُمَرَ بْنِ الصُّبْحِ | عمر بن صبح العدوي | متروك الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ | محمد بن خالد القرشي | مجهول الحال |
مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْبَصْرِيِّ | محمد بن بشر البصري | مجهول الحال |