باب ما ذكر من سخاء الشافعي وحسن خلقه رحمه الله


تفسير

رقم الحديث : 112

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : " لَمَّا أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدَوِّنَ الدَّوَاوِينَ ، وَيَضَعَ النَّاسَ عَلَى قَبَائِلِهِمْ ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ دِيوَانٌ ، اسْتَشَارَ النَّاسَ ، فَقَالَ : بِمَنْ تَرَوْنَ أَنْ أَبْدَأَ ؟ فَقَالَ قَائِلٌ : تَبْدَأُ بِقَرَابَتِكَ ، فَقَالَ : ذَكَّرْتُمُونِي ، بَلْ أَبْدَأُ بِالأَقْرَبِ فَالأَقْرَبِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " . فبَدأ بِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ حِينَ أَعْطَاهُمُ الْخُمْسَ مَعًا ، دُونَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ . وَكَانَ إِذَا كَانَتِ السِّنُّ فِي بَنِي هَاشِمٍ قَدَّمَهَا ، وَإِذَا كَانَتْ فِي بَنِي الْمُطَّلِبِ قَدَّمَهَا ، وَكَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ فِي جَمِيعِ الْقَبَائِلِ ، يَدْعُوهُمْ عَلَى الأَسْنَانِ " . ثُمَّ نَظَرَ فَاسْتَوَتْ قَرَابَةُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي نَوْفَلٍ ، بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَأَى عَبْدَ شَمْسٍ إِخْوَةَ هَاشِمٍ لأُمِّهِ ، دُونَ نَوْفَلٍ ، فَرَآهُمْ بِهَذَا أَقْرَبَ ، وَرَأَى فِيهِمْ سَابِقَةً وَصِهْرًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دُونَ بَنِي نَوْفَلٍ ، فَقَدَّمَ دَعْوَتَهُمْ عَلَى دَعْوَةِ بَنِي نَوْفَلٍ ، ثُمَّ جَعَلَ بَنِي نَوْفَلٍ بَعْدَهُمْ . ثُمَّ اسْتَوَتْ قَرَابَةُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، وَبَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، فَرَأَى أَنَّ فِي بَنِي أَسَدٍ سَابِقَةً وَصِهْرًا ، وَأَنَّهُمْ مِنَ الْمُطَيِّبِينَ ، وَمِنْ حِلْفِ الْفُضُولِ ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا أَذَبَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدَّمَهُمْ عَلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، ثُمَّ جَعَلَ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بَعْدَهُمْ . ثُمَّ رَأَى بَنِي زُهْرَةَ ، وَهُمْ لا يُنَازِعُهُمُ أَحَدٌ . ثُمَّ اسْتَوَتْ لَهُ قَرَابَةُ بَنِي تَيْمَ بْنِ مُرَّةَ ، وَبَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ ، فَرَأَى أَنَّ لِبَنِي تَيْمٍ سَابِقَةً وَصِهْرًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّ بَنِي تَيْمٍ مِنَ الْمُطَيِّبِينَ ، وَمِنْ حِلْفِ الْفُضُولِ ، فَقَدَّمَهُمْ عَلَى بَنِي مَخْزُومٍ ، ثُمَّ وَضَعَ بَنِي مَخْزُومٍ بَعْدَهُمْ . ثُمَّ اسْتَوَتْ قَرَابَةُ بَنِي جُمَحٍ ، وَسَهْمٍ ، وَعَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ رَهْطِهِ ، فَقَالَ : أَمَّا بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَسَهْمٍ فَمَعًا ، وَذَلِكَ أَنَّ الإِسْلامَ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ كَذَلِكَ ، وَلَكِنْ بِمَنْ تَرَوْنَ أَنْ أَبْدَأَ ؟ أسَهْمٌ ؟ أَمْ جُمَحٌ ؟ ثُمَّ رَأَى أَنْ يَبْدَأَ بِجُمَحٍ ، فَلا أَدْرِي أَلِسِنِّ جُمَحٍ ؟ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ ؟ ثُمَّ وَضَعَ بَنِي سَهْمٍ ، وَبَنِي عَدِيٍّ بَعْدَهُمْ . ثُمَّ وَضَعَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، ثُمَّ بَنِي فِهْرٍ . وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، لَمَّا رَأَى مَنْ تَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : أَيُدْعَى هَؤَلاءِ كُلُّهُمْ قَبْلِي ؟ ! فَقَالَ : أَنْتَ بِحَيْثُ وَضَعَكَ اللَّهُ ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعَهُ ، قَالَ : أَمَّا عَلَى نَفْسِي وَأَهْلِ بَيْتِي ، فَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ بِأَنْ أُقَدِّمَكَ ، وَكَلِّمْ قَوْمَكَ ، فَإِنْ هُمْ طَابُوا بِذَلِكَ نَفْسًا لَمْ أَمْنَعْكَهُ . وَقَدِ ادَّعَى بَنُو الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ أَنَّ عُمَرَ قَدَّمَهُمْ ، فَجَعَلَهُمْ بَعْدَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، أَوْ بَعْدَ بَنِي قُصَيٍّ . فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ أَهْلَ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَنْكَرُوهُ ، وَقَالُوا : أَبُو عُبَيْدَةُ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ ، لا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ ، وَهَذِهِ الدَّعْوَةُ الْمُقَدَّمَةُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا لِبَنِي الْحَارِثِ ، لا لِبَنِي مُحَارِبٍ ، وَإِنَّمَا قَدَّمَهُمْ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِخُئُولَةٍ لَهُ كَانَتْ فِيهِمْ .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ

المجدد لأمر الدين على رأس المائتين

أَبِي

ثقة حافظ فقيه حجة

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ

ثقة حجة

Whoops, looks like something went wrong.