أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَرِيبُ الشَّافِعِيِّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمِّي ، قَالَتْ : " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ نَائِمًا ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ ظِئْرٌ لَنَا ، مَعَهَا صَبِيٌّ مَا تُرْضِعُهُ ، فَجَلَسَتْ تَتَحَدُّثُ مَعَ أُمِّي الْعُثْمَانِيَّةِ ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَتَحَدَّثُ إِذْ بَكَى الصَّبِيُّ ، فَخَافَتْ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَكَانَتْ لَهُ هَيْبَةٌ ، فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى فَمِ الصَّبِيِّ ، وَخَرَجَتْ مُبادِرَةً ، وَكَانَ الْبَابُ بَعِيدًا ، فَلَمْ تَبْلُغِ الْبَابَ حَتَّى اضْطَرَبَ الصَّبِيُّ . قَالَتْ : فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الشَّافِعِيُّ ، قَالَتْ لَهُ أُمِّي الْعُثْمَانِيَّةُ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ إِدْرِيسَ وَهِيَ تَمْزَحُ مَعَهُ ، كِدْتَ تَقْتُلُ الْيَوْمَ نَفْسًا ، فَاحْمَارَّ وَانْتَفَخَ ، وَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ ، فَحَلَفَ أَنْ لا يَقِيلَ مُدّةً طَوِيلَةً ، إِلا وَالرَّحَى عِنْدَ رَأْسِهِ تَطْحَنُ ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقِيلَ ، جِيءَ بِالرَّحَى حَتَّى تَطْحَنَ عِنْدَ رَأْسِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |