أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْدَكَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْدَعِيُّ الْبَزَّازُ ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ نَزِيلُ مَكَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ أَبِي ثَوْرٍ ، قَالَ : قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ : قَالَ لِيَ الْفَضْلِ بْنُ الرَّبِيعِ : أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ مُنَاظَرَتَكَ لِلْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيِّ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : قُلْتُ : لَيْسَ اللُّؤْلُؤِيُّ فِي هَذَا الْحَدِّ ، وَلَكِنْ أُحْضِرُ بَعْضَ أَصْحَابِي ، حَتَّى يُكَلِّمَهُ بِحَضْرَتِكَ ، فَقَالَ : أَوْ ذَاكَ . قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَحَضَرَ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْضَرَ مَعَهُ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِنَا ، كُوفِيًّا كَانَ يَنْتَحِلُ قَوْلَ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَصَارَ مِنْ أَصْحَابِنَا . فَلَمَّا دَخَلَ اللُّؤْلُؤِيُّ : أَقْبَلَ الْكُوفِيُّ عَلَيْهِ ، وَالشَّافِعِيُّ حَاضِرٌ بِحَضْرَةِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يُنْكِرُونَ عَلَى أَصْحَابِنَا بَعْضَ قَوْلِهِمْ ، وَأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنْ ذَلِكَ . فَقَالَ اللُّؤْلُؤِيُّ : سَلْ . فَقَالَ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَذَفَ مُحْصَنَةً ، وَهُوَ فِي الصَّلاةِ ؟ فَقَالَ : صَلاتُهُ فَاسِدَةٌ . فَقَالَ لَهُ : فَمَا حَالُ طَهَارَتِهِ ؟ فَقَالَ : طَهَارَتُهُ بِحَالِهَا ، وَلا يَنْقُضُ قَذْفُهُ طَهَارَتَهُ . فَقَالَ لَهُ : فَمَا تَقُولُ إِنْ ضَحِكَ فِي صَلاتِهِ ؟ . قَالَ : يُعِيدُ الطَّهَارَةَ وَالصَّلاةَ . فَقَالَ لَهُ : فَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ فِي الصَّلاةِ أَيْسَرُ مِنَ الضَّحِكِ فِيهَا ؟ ! فَقَالَ لَهُ : وَقَفْنَا فِي هَذَا ، ثُمَّ وَثَبَ فَمَضَى ، فَاسْتَضْحَكَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ ، فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ ، إِنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |