حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا عَامِرٌ ، ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : " فَلَمَّا اسْتَخْرَجَهَا سورة يوسف آية 76 ، يَعْنِي : مِنَ الْوِعَاءِ ، انْقَطَعَتْ ظُهُورُهُمْ ، وَهَلَكُوا وَقَالُوا : مَا يَزَالُ لَنَا مِنْكُمْ بَلاءٌ يَا بَنِي رَاحِيلَ ، مَتَى أَخَذْتَ هَذَا الصُّوَاعَ ؟ قَالَ بِنْيَامِينُ : بَنُو رَاحِيلَ الَّذِي لا يَزَالُ لَهُمْ مِنْكُمْ بَلاءٌ ، ذَهَبْتُمْ بِأَخِي فَأَهْلَكْتُمُوهُ فِي الْبَرِّيَّةِ ، وَمَا وَضَعَ هَذَا الصُّوَاعَ فِي رَحْلِي إِلا الَّذِي وَضَعَ الدَّرَاهِمَ فِي رِحَالِكُمْ ، قَالَ : لا تَذْكُرِ الدَّرَاهِمَ ، فَنُؤْخَذُ بِهَا فَوَقَعُوا فِيهِ وَشَتَمُوهُ ، فَلَمَّا أَدْخَلُوهُمْ عَلَى يُوسُفَ ، دَعَا الصُّوَاعَ ، ثُمَّ نَقَرَ فِيهِ ، ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ أُذُنِهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ صُوَاعِي هَذَا لَيُخْبِرَنِّي أَنَّكُمْ كُنْتُمُ اثْنَي عَشَرَ أَخًا ، وَإِنَّكُمُ انْطَلَقْتُمْ بِأَخٍ لَكُمْ فَبِعْتُمُوهُ ، فَلَمَّا سَمِعَهَا بِنْيَامِينُ قَامَ فَسَجَدَ لِيُوسُفَ ، وَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ سَلْ صُوَاعَكَ هَذَا ، أَحَيُّ ذَلِكَ أَمْ لا ؟ فَنَقَرَهُ يُوسُفُ ، ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ حَيُّ وَسَوْفَ تَرَاهُ ، قَالَ : اصْنَعْ بِي مَا شِئْتَ ، فَإِنَّهُ إِنْ عَلِمَ بِي اسْتَنْقَذَنِي ، فَدَخَلَ يُوسُفُ فَبَكَى ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَنَقَرَ فِيهِ ، فَقَالَ بِنْيَامِينُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنِّي أَرَاكَ تَضْرِبُ بِصُوَاعِكَ فَيُخْبِرَكَ الْحَقَّ ، فَسَلْهُ مَنْ صَاحِبُهُ ؟ فَنَقَرَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ صُوَاعِي هَذَا غَضْبَانُ ، وَيَقُولُ : كَيْفَ تَسْأَلُنِي مَنْ صَاحِبِي وَقَدْ رَأَيْتَ مَعَ مَنْ كُنْتُ ، وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبُوا لَمْ يُطَاقُوا فَغَضِبَ رُوبِيلُ ، فَقَامَ ، فَقَالَ : يَأَيُّهَا الْمَلِكُ ، وَاللَّهِ لَتَتْرُكَنَّا أَوْ لأَصِيحَنَّ صَيْحَةً لا تَبْقَى امْرَأَةٌ حَامِلٌ بِمِصْرَ إِلا طَرَحَتْ مَا فِي بَطْنِهَا ، وَقَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْ جَسَدِ رُوبِيلَ تَخْرُجُ مِنْ ثِيَابِهِ ، فَقَالَ يُوسُفُ لابْنِهِ : مُرَّ إِلَيَّ جَنْبِ رُوبِيلَ فَمُسَّهُ ، وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبَ أَحَدُهُمْ فَمَسَّهُ الآخَرُ ذَهَبَ غَضَبُهُ ، فَمَرَّ الْغُلامُ إِلَى جَانِبِهِ فَمَسَّهُ فَذَهَبَ غَضَبُهُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ إِنَّ فِي هَذَا الْبِلادِ لَبَزْرًا مِنْ بَزْرِ يَعْقُوبَ ، قَالَ يُوسُفُ : وَمَنْ يَعْقُوبُ ؟ فَغَضِبَ رُوبِيلُ ، فَقَالَ : يَأَيُّهَا الْمَلِكُ : لا تَذْكُرْنَ يَعْقُوبَ فَإِنَّهُ سَرِيُّ اللَّهِ ابْنُ ذَبِيحِ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ يُوسُفُ : أَنْتَ إِذًا إِنْ كُنْتَ صَادِقًا " .