أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ : " وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ سورة الرعد آية 10 ، قَالَ : أَتَى عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ ، وَأَرْبَدُ بْنُ رَبِيعَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ عَامِرُ : مَا تَجْعَلُ لِي إِنْ أَنَا تَبِعْتُكَ ، قَالَ : أَنْتَ فَارِسٌ ؟ أُعْطِيكَ أَعِنْةَ الْخَيْلِ ، قَالَ : فَقَطْ ، قَالَ : فَمَا تَبْتَغِي ؟ قَالَ : لِيَ الشَّرْقُ وَلَكَ الْغَرْبُ ، قَالَ : لا ، قَالَ : فَلِيَ الْوَبَرُ وَلَكَ الْمَدَرُ ، قَالَ : لا ، قَالَ : لأَمْلَئَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلا وَرِجَالا ، قَالَ : يَمْنَعُكَ اللَّهُ ذَلِكَ وَأَتَيَا قَبِيلَةً تُدْعَى الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، قَالَ : فَخَرَجَا ، فَقَالَ عَامِرٌ لأَرْبَدَ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَنَا يُمْكِنَّا لَوْ قَتَلْنَاهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عِنْزَانِ وَلَرَضُوا بِأَنْ يَعْقِلَهُ لَهُمْ ، وَأَحَبُّوا السَّلَمَ ، وَكَرِهُوا الْحَرْبَ إِذَا رَأَوْا أَمْرًا قَدْ وَقَعَ ، فَقَالَ لَهُ الآخَرُ : إِنْ شِئْتِ فَتَشَاوَرَا ، وَقَالَ : ارْجِعْ ، فَإِنَّمَا أَشْغَلُهُ عَلَيْكَ بِالْمُجَادَلَةِ ، وَكُنْ أَنْتَ وَرَاءَهُ واضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً فَكَانَا كَذَلِكَ ، وَأَخَذَ وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالآخَرُ يُجَادِلُهُ ، فَقَالَ : اقْصُصْ عَلَيْنَا قَصَصَكَ ، قَالَ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : قُرْآنَكَ ، قَالَ : فَجَعَلَ يُجَادِلُهُ وَيَسْتَبْطِيهِ حَتَّى قَالَ لَهُ : مَالَكَ خَمَشْتَ ، قَالَ : وَضَعَتُ يَدَيَّ عَلَى قَائِمِ السَّيْفِ فَيَبَسَتْ فَمَا قَدَرْتُ أَنْ أُحَلِّيَ وَلا أُمَرِّيَ وَلا أُحَرِّكَهَا ، قَالَ : فَخَرَجْنَا فَلَمَّا كَانَا بِالْحَرَّةِ سَمِعَ بِذَلِكَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، فَخَرَجَا إِلَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لامَتُهُ ، وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ ، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ ، فَقَالا لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ : يَا أَعْوَرُ ، الْخَبِيثُ أَنْتَ الَّذِي يَشْتَرِطُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَلَوْلا أَنَّكَ فِي إِمَارَةِ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا رُمْتَ الْمَنْزِلَ حَتَّى يُضْرَبَ عُنُقُكَ ، وَلَكِنْ لا تُسْلِعُوهَا وَكَانَ أَشَدُّ الرَّجُلَيْنِ عَلَيْهِ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ ، قَالُوا : هَذَا أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، فَقَالَ لَهُ : لَوْ كَانَ أَبُوهُ حَيًّا لَمْ يَفْعَلْ بِي هَذَا ، ثُمَّ قَالَ عَامِرٌ لأَرْبَدَ : اخْرُجْ أَنْتَ يَا أَرْبَدُ إِلَى نَاحِيَةِ عَدِيَّةَ ، وَأَخْرُجُ أَنَا إِلَى نَجْدٍ فَنَجْمَعَ الرِّجَالَ ، فَنَلْتَقِيَ عَلَيْهِ ، فَخَرَجَ أَرْبَدُ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالرَّقْمِ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَحَابَةً مِنَ الصَّيْفِ فِيهَا صَاعِقَةٌ فَأَحْرَقَتْهُ ، فَخَرَجَ عَامِرٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ : الْجَرِيدُ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الطَّاعُونَ فَجَعَلَ يَصِيحُ ، يَا عَامِرُ أَغُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبِكْرِ تَقْتُلُكَ يَا عَامِرُ أَغُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبِكْرِ تَقْتُلُكَ وَمَرَّتْ أَيْضًا فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ قَيْسٍ ، قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ { 10 } لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ سورة الرعد آية 10-11 لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْفَظُونَهُ تِلْكَ الْمُعَقِّبَاتُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَقِّبَاتٌ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، قَالَ : تِلْكَ الْمُعَقِّبَاتُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ | عبد الرحمن بن زيد القرشي / توفي في :182 | ضعيف الحديث |
أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ | أصبغ بن الفرج الأموي | ثقة |
أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ | يوسف بن يزيد القرشي / ولد في :184 / توفي في :287 | ثقة |