قوله تعالى لرادك الى معاد سورة القصص اية


تفسير

رقم الحديث : 16364

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيَّ ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْمَقْصُورَةِ ، فَذَكَرَ قَارُونَ وَمَا أُوتِيَ الْكُنُوزَ ، فَقَالَ : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُ أُوتِيَ الْكُنُوزَ وَالْمَالَ ، حَتَّى جَعَلَ بَابَ دَارِهِ مِنْ ذَهَبٍ وَجَعَلَ دَارَهُ كُلَّهَا مِنْ صَفَائِحِ الذَّهَبِ ، وَكَانَ الْمَلأُ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْدُونَ إِلَيْهِ ، وَيَرُوحُونَ يُطْعِمُهُمُ الطَّعَامَ وَيَتَحَدَّثُونَ عِنْدَهُ ، وَكَانَ مُؤْذِيًا لمُوسَى فَلَمْ تَدَعْهُ الْقَسْوَةُ وَالْبَلاءُ ، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مَذْكُورَةٍ بِالْجَمَالِ كَانَتْ تُذْكَرُ بَرْنِيَّةً ، فَقَالَ لَهَا : هَلْ لَكِ أَنْ أُمَوِّلَكِ وَأَنْ أُعْطِيَكِ وَأَنْ أَخْلِطَكِ بِنِسَائِي ؟ عَلَى أَنْ تَأْتِينِيَ وَالْمَلأُ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدِي ، فَتَقُولِينَ : يَا قَارُونُ ، أَلا تَنْهَى مُوسَى عَنِّي ، فَقَالَتْ : بَلَى ، قَالَ : فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابُهُ وَاجْتَمَعُوا عِنْدَهُ دَعَا بِهَا ، فَقَامَتْ عَلَى رُءُوسِهِمْ ، فَقَلَبَ اللَّهُ قَلْبَهَا وَرَزَقَهَا التَّوْبَةَ ، فَقَالَتْ : مَا أَجِدُ الْيَوْمَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُكَذِّبَ عَدُوَّ اللَّهِ ، وَأُبَرِّئَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : إِنَّ قَارُونَ بَعَثَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : هَلْ لَكِ أَنْ أُمَوِّلَكِ وَأُعْطِيَكِ وَأَخْلِطَكِ بِنِسَائِي ؟ عَلَى أَنْ تَأْتِينِي وَالْمَلأُ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدِي ، وَتَقُولِينَ : يَا قَارُونُ ، أَلا تَنْهَى مُوسَى عَنِّي ؟ ، فَإِنِّي لَمْ أَجِدِ الْيَوْمَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُكَذِّبَ عَدُوَّ اللَّهِ وَأُبَرِّئَ رَسُولَ اللَّهِ ، فَنَكَّسَ قَارُونُ رَأْسَهُ وَعَرَفَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ وَفَشَى الْحَدِيثُ فِي النَّاسِ ، حَتَّى بَلَغَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ مُوسَى شَدِيدَ الْغَضَبِ ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى وَسَجَدَ يَبْكِي ، وَقَالَ : يَا رَبِّ ، عَدُوُّكَ قَارُونُ كَانَ لِي مُؤْذِيًا ، فَذَكَرَ أَشْيَاءَ ثُمَّ لَمْ يَتَنَاهَ حَتَّى أَرَادَ فَضِيحَتِي ، يَا رَبِّ ، سَلِّطْنِي عَلَيْهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ مُرِ الأَرْضَ بِمَا شِئْتَ تُطْيعُكَ ، قَالَ : فَجَاءَ مُوسَى إِلَى قَارُونَ ، فَلَمَّا رَآهُ قَارُونُ عَرَفَ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ : يَا مُوسَى ، ارْحَمْنِي ، فَقَالَ مُوسَى : يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ ، فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى رُكَبِهِمْ ، وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ ، قَالَ : وَجَعَلَ ، يَقُولُ : يَا مُوسَى ، ارْحَمْنِي ، وَيَقُولُ مُوسَى : يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ ، فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَرْضُ إِلَى سُرَرِهِمْ ، وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَجَعَلَ يَقُولُ : يَا مُوسَى ، ارْحَمْنِي ، فَقَالَ مُوسَى : يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ ، قَالَ : فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى حُلُوقِهِمْ ، وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ ، وَقَالَ : يَا مُوسَى ، ارْحَمْنِي ، فَقَالَ : يَا أَرْضُ ، خُذِيهِمْ ، فَقَالَ : فَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ وَبِدَارِهِ ، فَلَمَّا خُسِفَ بِهِ قِيلَ لَهُ : يَا مُوسَى مَا أَفَظَّكَ ، أَمَا وَعِزَّتِي لَوْ إِيَّايَ دَعَا لَرَحِمْتُهُ " ، وَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، فَقِيلَ لِمُوسَى : لا أُعَبِّدُ الأَرْضَ بَعْدَكَ لأَحَدٍ أَبَدًا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.