قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ ، ثنا مُحَمَّدٌ ، أنبأ مُحَمَّدٌ ، عَنْ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُقَاتِلٍ ، " قَوْلُهُ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ سورة البقرة آية 278 هُمْ بَنُو عَمْرِو بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِيُّ ، وَمَسْعُودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ لَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو ، وَحَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو ، وَكُلُّهُمْ إِخْوَةٌ وَهُمُ الطَّالِبُونَ ، وَالْمَطْلُوبُونَ ، بَنُو الْمُغِيرَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَكَانُوا يُدَايِنُونَ بَنِي الْمُغِيرَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالرِّبَا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ ثَقِيفًا ، عَلَى أَلا يُحْشَرُوا وَلا يُعْشَرُوا ، أَمَّا قَوْلُهُ : يُحْشَرُوا سورة الأنعام آية 51 : أَيْ لا يَغْزُوا , وَقَوْلُهُ : لا يُعْشَرُوا : يَقُولُ : لا يُصَدَّقُوا أَمْوَالَهُمْ ، غَيْرَ أَنَّهُ كَتَبَ فِي آخِرِ الشَّرْطِ : لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَكَتَبَ لَهُمْ : مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ رِبًا عَلَى النَّاسِ ، فَهُوَ لَهُمْ ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِبًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ ، وَأَنَّهُمْ طَلَبُوا رِبَاهُمْ إِلَى بَنِي الْمُغِيرَةِ وَكَانَ مَالا عَظِيمًا ، فَقَالَتْ بَنُو الْمُغِيرَةِ : وَاللَّهِ لا نُعْطِي الرِّبَا فِي الإِسْلامِ ، وَقَدْ وَضَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، فَمَا يَجْعَلُنَا أَشْقَى النَّاسِ بِهَذَا ، وَقَدْ وُضِعَ الرِّبَا كُلُّهُ , فَعَرَّفُوا شَأْنَهُمْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، وَيُقَالُ : عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ وَأَحَدُهُمَا عَامِلُ مَكَّةَ فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ يَطْلُبُونَ رِبَاهُمْ عِنْدَ بَنِي الْمُغِيرَةِ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ صَالَحُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ , فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ سورة البقرة آية 278 " .