أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ ، ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَوْلَهُ : وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ سورة الأنعام آية 108 ، قَال : لَمَّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الْمَوْتُ ، قَالَتْ قُرَيْشٌ : انْطَلِقُوا فَلْنَدْخُلْ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَلْنَأْمُرْهُ أَنْ يَنْهَى عَنَّا ابْنَ أَخِيهِ ، فَأنا نَسْتَحِي أَنْ نَقْتُلَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، فَتَقُولَ الْعَرَبُ : كَانَ يَمْنَعُهُ فَلَمَّا مَاتَ قَتَلُوهُ ، فَانْطَلَقَ أَبُو سُفْيَانَ ، وَأَبُو جَهْلٍ ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأُمَيَّةُ وَأُبَيٌّ ابْنَا خَلَفٍ ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَالأَسْوَدُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ ، وَبَعَثُوا رَجُلا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الْمُطَّلِبُ ، قَالُوا : اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى أَبِي طَالِبٍ ، فَأَتَى أَبَا طَالِبٍ ، فَقَالَ : هَؤُلاءِ مَشْيَخَةُ قَوْمِكَ يُرِيدُونَ الدُّخُولَ عَلَيْكَ ، فَأَذِنَ لَهُمْ علية فَدَخَلُوا ، فَقَالُوا : يَا أَبَا طَالِبٍ ، أَنْتَ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ آذَانا وَآذَى آلِهَتَنَا ، فَنُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَهُ فَتَنْهَاهُ عَنْ ذِكْرِ آلِهَتِنَا ، وَلِنَدَعَهُ وَإِلَهَهُ ، فَدَعَاهُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ : هَؤُلاءِ قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَاذَا يُرِيدُونَ ؟ " قَالُوا : نُرِيدُ أَنْ تَدَعَنَا وَآلِهَتَنَا ، وَلِنَدَعَكَ وَإِلَهَكَ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ هَذَا ، هَلْ أَنْتُمْ مُعْطِيَّ كَلِمَةً إِنْ تَكَلَّمْتُمْ بِهَا مَلَكْتُمُ الْعَرَبَ ، وَدَانَتْ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ ، وَأَدَّتْ لَكُمُ الْخَرَاجَ ؟ " قَالَ أَبُو جَهْلٍ : وَأَبِيكَ لَنُعْطِيَنَّكَهَا وَعَشْرَ أَمْثَالِهَا ، فَمَا هِيَ ؟ قَالَ : " قُولُوا : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ " ، فَأَبَوْا وَاشْمَأَزُّوا ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ : قُلْ غَيْرَهَا فَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ فَزِعُوا مِنْهَا ، قَالَ : " يَا عَمِّ مَا أنا بِالَّذِي يَقُولُ غَيْرَهَا حَتَّى يَأْتُوا بِالشَّمْسِ فَيَضَعُوهَا فِي يَدِي ، وَلَوْ أَتَوْنِي بِالشَّمْسِ فَوَضَعُوهَا فِي يَدِي ، مَا قُلْتُ غَيْرَهَا " إِرَادَةَ أَنْ يُوئِسَهُمْ ، فَغَضِبُوا ، وَقَالُوا : لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا أَوْ لَنَشْتُمَنَّكَ وَنَشْتُمُ مَنْ يَأْمُرُكَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ سورة الأنعام آية 108 " .
| الأسم | الشهرة | الرتبة |
| السُّدِّيِّ | السدي الكبير | صدوق حسن الحديث |
| أَسْبَاطٌ | أسباط بن نصر الهمداني | صدوق كثير الخطا يغرب |
| أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ | أحمد بن المفضل القرشي | صدوق يخطئ |
| أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ | أحمد بن عثمان الأودي | ثقة |