حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِم ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ ، ثنا سَلَمَةُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَلَقَدْ غَرِقَتِ الأَرْضُ ، وَمَا فِيهَا وَانْتَهَى الْمَاءُ إِلَى مَا انْتَهَى إِلَيْهِ وَمَا جَاوَرَ الْمَاءُ رُكْبَتَهُ وَدَابَ الْمَاءُ حِينَ أَرْسَلَهُ اللَّهُ خَمْسِينَ وَمِائَةَ يَوْمٍ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ التَّوْرَاةِ ، فَكَانَ بَيْنَ أَنْ أَرْسَلَ اللَّهُ الطُّوفَانَ ، وَبَيْنَ أَنْ غَاصَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرَ لَيَالٍ ، وَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ ذَلِكَ أَرْسَلَ اللَّهُ رِيحًا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ ، فَسَكَنَ الْمَاءُ ، وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الأَرْضِ الْغَمْرُ الأَكْبَرُ وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْقُصُ ، وَيَغِيضُ ، وَيُدْبِرُ ، فَكَانَ اسْتِوَاءُ الْفُلْكِ عَلَى الْجُودِيِّ فِيمَا يَزْعُمُ أَهْلُ التَّوْرَاةِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ لِسَبْعَ عَشَرَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْهُ ، وَفِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ الْعَاشِرِ رَأَى رُؤُوسَ الْجِبَالِ ، فَلَمَّا مَضَى بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَتْحَ نُوحٌ كَوَّةَ الْفُلْكِ الَّتِي صَنَعَ فِيهَا ، ثُمَّ أَرْسَلَ الْغُرَابَ لِيَنْظُرَ لَهُ مَا فَعَلَ الْمَاءُ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ ، فَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ ، فَلَمْ تَجِدْ لِرِجِلَيْهَا مَوْضِعًا ، فَبَسَطَ يَدَهُ لِلْحَمَامَةِ فَأَخَذَهَا ، فَأَدْخَلَهَا فَمَكَثَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا لِتَنْظُرَ لَهُ ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ حِينَ أَمْسَتْ وَفِي فِيهَا وَرَقَةُ زَيْتُونُةٍ فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمَاءَ قَدْ قُلَّ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ ، ثُمَّ مَكَثَ فِيهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا فَلَمْ تَرْجِعْ فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الأَرْضَ قَدْ بَرَزَتْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |