قوله تعالى وقفوهم انهم مسئولون سورة الصافات اية


تفسير

رقم الحديث : 16862

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبَّارُ أَبُو حَفْصٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ : عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : " قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ { 51 } يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ { 52 } سورة الصافات آية 51-52 ، قَالَ : فَقَالَ لِي : مَا ذَكَّرَكَ هَذَا ؟ قُلْتُ : قَرَأْتُهُ آنْفًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَ ، فَقَالَ : أَمَّا فَاحْفَظْ فَاحْفَظْ " كَانَ شَرِيكَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أَحَدُهُمَا مُؤْمِنٌ ، وَالْآخَرُ كَافِرٌ ، فَافْتَرَقَا عَلَى سِتَّةِ آلَافِ دِينَارٍ ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ثَلَاثَةُ آلَافِ دِينَارٍ ، فَمَكَثَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَا ، ثُمَّ الْتَقَيَا ، فَقَالَ الْكَافِرُ لِلْمُؤْمِنِ : مَا صَنَعْتَ فِي مَالِكَ ؟ أَضَرَبْتَ بِهِ شَيْئًا ؟ أَتَجِرْتَ بِهِ فِي شَيْءٍ ؟ فَقَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ : لَا ، فَمَا صَنَعْتَ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : اشْتَرَيْتُ بِهِ أَرْضًا ، وَنَخْلًا ، وَثِمَارًا ، وَأَنْهَارًا ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ : أَوَفَعَلْتَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَرَجَعَ الْمُؤْمِنُ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّي ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخَذَ أَلْفَ دِينَارٍ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانًا ، يَعْنِي شَرِيكَهُ الْكَافِرَ ، اشْتَرَى أَرْضًا وَنَخْلًا ، وَثِمَارًا ، وَأَنْهَارًا بِأَلْفِ دِينَارٍ ، ثُمَّ يَمُوتُ غَدًا وَيَتْرُكُهَا ، اللَّهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُ مِنْكَ بِهَذِهِ الْأَلْفِ دِينَارٍ أَرْضًا ، وَنَخْلًا ، وَثِمَارًا فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَسَمَهَا فِي الْمَسَاكِينِ ، قَالَ : ثُمَّ مَكَثَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَا ثُمَّ الْتَقَيَا ، فَقَالَ الْكَافِرُ لِلْمُؤْمِنِ : مَا صَنَعْتَ فِي مَالِكَ ، أَضَرَبْتَ بِهِ فِي شَيْءٍ ؟ أَتَجِرْتَ بِهِ فِي شَيْءٍ ؟ قَالَ : لَا ، فَمَا صَنَعْتَ أَنْتَ ؟ قَالَ : كَانَتْ ضَيْعَتِي قَدِ اشْتَدَّ عَلَيَّ مَؤُنَتُهَا ، فَاشْتَرَيْتُ رَقِيقًا بِأَلْفِ دِينَارٍ ، يَقُومُونَ بِي فِيهَا ، وَيَعْمَلُونَ لِي فِيهَا ، فَقَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ : أَوَفَعَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَرَجَعَ الْمُؤْمِنُ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِيَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخَذَ أَلْفَ دِينَارٍ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدِيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانًا ، يَعْنِي شَرِيكَهُ الْكَافِرَ ، اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الدُّنْيَا بِأَلْفِ دِينَارٍ ، يَمُوتُ غَدًا وَيَتْرُكُهُمْ أَوْ يَمُوتُونَ فَيَتْرُكُونَهُ ، اللَّهُمَّ وَإِنِّي أَشْتَرِي مِنْكَ بِهَذِهِ الْأَلْفِ دِينَارٍ رَقِيقًا فِي الْجَنَّةِ ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَسَمَهَا فِي الْمَسَاكِينِ ، قَالَ : ثُمَّ مَكَثَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَا ثُمَّ الْتَقَيَا ، فَقَالَ الْكَافِرُ لِلْمُؤْمِنِ : مَا صَنَعْتَ فِي مَالِكَ ؟ أَضَرَبْتَ بِهِ فِي شَيْءٍ ؟ أَتَجِرْتَ بِهِ فِي شَيْءٍ ؟ قَالَ : لَا ، فَمَا صَنَعْتَ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَمْرِي كُلُّهُ قَدْ تَمَّ إِلَّا شَيْئًا وَاحِدًا ، فَلَانَةُ قَدْ مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا ، فَأَصْدَقْتُهَا أَلْفَ دِينَارٍ فَجَاءَتْنِي بِهَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا ، فَقَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ : أَوَفَعَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَرَجَعَ الْمُؤْمِنُ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخَذَ الْأَلْفَ دِينَارٍ الْبَاقِيَةَ ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَقَالَ : " اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانًا ، يَعْنِي شَرِيكَهُ الْكَافِرَ ، تَزَوَّجَ زَوْجَةً مِنْ أَزْوَاجِ الدُّنْيَا ، فَيَمُوتَ غَدًا فَيَتْرُكُهَا ، أَوْ تَمُوتُ فَتَتْرُكُهُ ، اللَّهُمَّ وَإِنِّي أَخْطُبُ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الْأَلْفِ دِينَارٍ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ فِي الْجَنَّةِ ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْمَسَاكِينِ ، قَالَ : فَبَقِيَ الْمُؤْمِنُ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ ، قَالَ : فَلَبِسَ قَمِيصًا مِنْ قُطْنٍ ، وَكِسَاءً مِنْ صُوفٍ ، ثُمَّ أَخَذَ مَرًّا فَجَعَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ ، يَعْمَلُ الشَّيْءَ وَيَحْفُرُ الشَّيْءَ بِقُوتِهِ ، قَالَ : فَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَتُؤَاجِرُنِي نَفْسَكَ مُشَاهَرَةً شَهْرًا بِشَهْرٍ تَقُومُ عَلَى دَوَابٍّ لِي تَعْلِفُهَا وَتَكْنِسُ سِرْقِينَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَوَاجَرَهُ نَفْسَهُ مُشَاهَرَةً شَهْرًا بِشَهْرٍ ، يَقُومُ عَلَى دَوَابِّهِ ، قَالَ : فَكَانَ صَاحِبُ الدَّوَابِّ يَغْدُو كُلَّ يَوْمٍ ينْظُرُ إِلَى دَوَابِّهِ ، فَإِذَا رَأَى مِنْهَا دَابَّةً ضَامِرَةً ، أَخَذَ بِرَأْسِهِ فَوَجَأَ عُنُقَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : سَرَقْتَ شَعِيرَ هَذِهِ الْبَارِحَةَ ؟ فَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُ هَذِهِ الشِّدَّةَ ، قَالَ : لَآتِيَنَّ شَرِيكِيَ الْكَافِرَ فَلْأَعْمَلَنَّ فِي أَرْضِهِ فَيُطْعِمُنِي هَذِهِ الْكِسْرَةَ يَوْمًا ، وَيَكْسُونِي هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ إِذَا بَلِيَا ، قَالَ : فَانْطَلَقَ يُرِيدُهُ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَابِهِ وَهُوَ مُمَّسٌ فَإِذَا قَصَرَ مَشِيدٌ فِي السَّمَاءِ ، وَإِذَا حَوْلُهُ الْبَوَّابُونَ فَقَالَ لَهُمْ : اسْتَأْذِنُوا لِي صَاحِبَ هَذَا الْقَصْرِ ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ سَرَّهُ ذَلِكَ . فَقَالُوا لَهُ : انْطَلِقْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَنَمْ فِي نَاحِيَةٍ ، إِذَا أَصْبَحْتَ فَتُعْرَضُ لَهُ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ الْمُؤْمِنُ ، فَأَلْقَى نِصْفَ كِسَائِهِ تَحْتَهُ ، وَنِصْفَهُ فَوْقَهُ ثُمَّ نَامَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى شَرِيكَهُ فَتَعَرَّضَ لَهُ ، فَخَرَجَ شَرِيكُهُ الْكَافِرُ وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَصَافَحَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَمْ تَأْخُذْ مِنَ الْمَالِ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَهَذِهِ حَالِي وَهَذِهِ حَالُكَ ؟ قَالَ : أَخْبِرْنِي ، مَا صَنَعْتَ فِي مَالِكَ ؟ قَالَ : لَا تَسْأَلْنِي عَنْهُ ، قَالَ : فَمَا جَاءَ بِكَ ؟ قَالَ : جِئْتُ أَعْمَلَ فِي أَرْضِكَ هَذِهِ ، فَتُطْعِمُنِي هَذِهِ الْكِسْرَةَ يَوْمًا بِيَوْمٍ ، وَتَكْسُونِي هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ إِذَا بَلِيَا ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ أَصْنَعُ بِكَ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ هَذَا ، وَلَكِنْ لَا تَرَى مِنِّي خَيْرًا حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا صَنَعْتَ فِي مَالِكَ ؟ قَالَ : أَقْرَضْتُهُ ، قَالَ : مَنْ ؟ قَالَ : الْمَلِيءَ الْوَفِيَّ . قَالَ : مَنْ ؟ قَالَ : اللَّهُ رَبِّي ، قَالَ وَهُوَ مُصَافِحُهُ ، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ، أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ؟ قَالَ السُّدِّيُّ : مُحَاسَبُونَ قَالَ : فَانْطَلَقَ الْكَافِرُ وَتَرَكَهُ ، فَلَمَّا رَآهُ الْمُؤْمِنُ لَيْسَ يَلْوِي عَلَيْهِ رَجَعَ وَتَرَكَهُ ، يَعِيشُ الْمُؤْمِنُ فِي شِدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ ، وَيَعِيشُ الْكَافِرُ فِي رَخَاءٍ مِنَ الزَّمَانِ ، قَالَ : فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ وَأَدْخَلَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ الْجَنَّةَ ، يَمُرُّ فَإِذَا هُوَ بِأَرْضٍ ، وَنَخْلٍ ، وَثِمَارٍ ، وَأَنْهَارٍ ، فَيَقُولُ : لِمَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا لَكَ ، فَيَقُولُ : يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! أَوَبَلَغَ مِنْ فَضْلِ عَمَلِي أَنْ أُثَابَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ يَمُرُّ فَإِذَا هُوَ بِرَقِيقٍ لَا تُحْصَى عِدَّتُهُمْ ، فَيَقُولُ : لِمَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : هَؤُلَاءِ لَكَ ، فَيُقَولُ : يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! أَوَبَلَغَ مِنْ فَضْلِ عَمَلِي أَنْ أُثَابَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ يَمُرُّ فَإِذَا هُوَ بِقُبَّةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُجَوَّفَةٍ ، فِيهَا حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ ، فَيَقُولُ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : هَذِهِ لَكَ ، فَيَقُولُ : يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! أَوَبلَغَ مِنْ فَضْلِ عَمَلِي أَنْ أُثَابَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ يَذْكُرُ الْمُؤْمِنُ شَرِيكَهُ الْكَافِرَ ، فَيَقُولُ : إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ، يَقُولُ : أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ، أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ؟ قَالَ : فَالْجَنَّةُ عَالِيَةٌ ، وَالنَّارُ هَاوِيَةٌ ، قَالَ : فَيُرِيهِ اللَّهُ شَرِيكَهُ فِي وَسَطِ الْجَحِيمِ ، مِنْ بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ ، فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ عَرَفَهُ ، فَيَقُولُ : تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ { 56 } وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ { 57 } أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ { 58 } إِلا مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ { 59 } إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ { 60 } لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ { 61 } سورة الصافات آية 56-61 بِمِثْلِ مَا مَنَّ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَيَتَذَكَّرُ الْمُؤْمِنُ مَا مَرَّ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مِنَ الشِّدَّةِ فَلَا يَذْكُرُ مِمَّا مَرَّ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مِنَ الشِّدَّةِ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.