باب الزام القلوب ما يشغلها عن فساد الفكر


تفسير

رقم الحديث : 126

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ أَبُو حَفْصٍ الْقَاصُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعُتْبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي إِلْيَاسَ ، عَنْ وَهْبٍ ، قَالَ : " لَمْ تَزَلْ تُرَاوِدُهُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَلَمْ تَزَلْ تُؤْذِيهِ وَتَخْدَعُهُ حَتَّى هَمَّ بِهَا ، فَلَمَّا حَلَّ سَرَاوِيلَهُ وَرَدَّ يَدَهُ إِلَى جَيْبِ قَمِيصِهِ لِيَخْلَعَهُ وَيَدْخُلَ مَعَهَا فِي فِرَاشِهَا مَثَّلَ اللَّهُ لَهُ أَبَاهُ يَعْقُوبَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي عَهِدَهُ فِيهَا ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ غَضْبَانَ عَاضًّا عَلَى أَنَامِلِهِ يَتَوَعَّدُهُ وَيَحْمِلُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كَفَّ وَهَرَبَ مُوَلِّيًا نَحْوَ الْبَابِ ، فَاتَّبَعَتْهُ سَيِّدَتُهُ ، فَتَدَارَكَا عِنْدَ الْبَابِ فَوَافَقَا سَيِّدَهُمَا الْعَزِيزَ لِيَدْخُلَ ، فَلَمَّا سَمِعَ تَحَاوُرَهُمَا قَالَ : مَا شَأْنُكُمَا تَتَنَازَعَانِ عَلَى الْبَابِ ؟ قَالَتْ : أَدْخَلْتَ بَيْتَكَ لِصًّا عَادِيًا ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ، فَأَغْلَقَ عَلَيَّ الْبَابَ وَأَنَا نَائِمَةٌ فَلَمْ أَشْعُرْ إِلا وَهُوَ يَحِلُّ ثِيَابَهُ ، وَيَدْخُلُ مَعِي فِي فِرَاشِي ، فَثُرْتُ إِلَيْهِ مِنْ نَوْمِي لآخُذَهُ ، فَبَادَرَنِي الْبَابَ ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَّقِيَ مِنْكَ مِنْ أَجْلِ مَا فَعَلَ ، فَلا تَرَاهُ أَبَدًا . فَقَالَ الْعَزِيزُ : خُنْتَنِي يَا يُوسُفُ وَغَدَرْتَ بِي ؟ قَالَ : بَلْ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ، وَغَلَبَتْنِي وَعَذَّبَتْنِي ، وَهَذَا قَمِيصِي مَشْقُوقٌ مِنْ دُبُرِي حِينَ وَلَّيْتُ عَنْهَا هَارِبًا . وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا وَهُوَ أَخُوهَا ، وَكَاتِبُ سَيِّدِهَا ، وَكَانَ عَدْلا أَمِينًا : إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ إِنَّهُ لَدَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ كَارِهًا هَارِبًا مِنْهَا ، وَلَئِنْ كَانَ الْقَمِيصُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ إِنَّهُ لَدَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مُقْبِلا عَلَيْهَا . فَلَمَّا رَأَى الْقَمِيصَ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ عَرَفَ كَذِبَهَا ، فَقَالَ أَخُوهَا : إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ، إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.