حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : دَخَلَ سُبَيْعُ بْنُ عَوْفِ بْنِ السَّبَّاقِ عَلَى طُلَيْمَةَ ابْنَةِ إِيمَاءَ بْنِ رَحَضَةَ ، وَهِيَ فِي مِظَلَّتِهَا بِمِنًى ، وَكَانَتْ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا ، فَلَمْ يَتَمَالَكْ إِذْ نَظَرَ إِلَيْهَا أَنْ قَبَّلَهَا ، وَعِنْدَهَا غُلامٌ مِنْ بَنِي رَحَضَةَ ، فَرَمَاهُ بِحَجَرٍ فَهَتَمَ فَاهُ ، فَنَادَى سُبَيْعُ بْنُ عَوْفٍ : يَا لَقُرَيْشٍ ، وَتَدَاعَى النَّاسُ ، وَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ ، وَبَنُو غِفَارٍ فَوَجَدُوا فِيهَا رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ : غُزَيَّ بْنَ عَبْدِ شَمْسٍ وَخَلَفَ بْنَ صَدَّادٍ مُغْتَرِبَيْنِ لَمْ يَبْلُغْهُمَا شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَقَتَلُوهُمَا ، فَجَاءَ الصَّرِيخُ قُرَيْشًا بِقَتْلِهِمَا ، فَرَكِبَ نَفِيرُهُمْ حَتَّى أَدْرَكُوا مِنْهُمْ ثَمَانِيَةً بِالْغَمِيمِ ، فَلاذَ الرَّهْطُ بِالتَّنَاضِبِ ، فَجَعَلَ حُذَيْفَةُ بْنُ مَشْهَمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ فَرَسَهُ فَلا يَقْدِرُ عَلَى التَّنَاضِبِ ، فَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا : أَنْعَمْتِ ، إِنَّكِ لَكُوَيْرِهَةٌ . ثُمَّ جَعَلَ يُكْرِهُهَا حَتَّى قَتَلَهُمْ أَجْمَعِينَ ، وَقَدْ قَالَ شَاعِرُهُمْ حِينَ قَتَلَ مِنْ قُرَيْشٍ مَا قَتَلَ : هَذَا وَإِنَّ النَّفْسَ طَابَتْ بِصُلْحِهِمُ بَنِي عَمِّنَا أَوْ تُوغِلُونَ وَنُوغِلُ فَلَمَّا دَنَتْهُمْ قُرَيْشٌ بِالْحَرْبِ فَرَّتْ بَنُو غِفَارٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمُوا .