وَأَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ : " أَنِينُ فَاقِدِ إِلْفٍ أَنَّ فِي الْغَلَسِ حَتَّى تَضَايَقَ مِنْهُ مَخْرَجُ النَّفَسِ فَكُلَّمَا أَنَّ مِنْ شَوْقٍ أَجَالَ يَدًا عَلَى فُؤَادٍ لَهُ بِالْبَيْنِ مُخْتَلَسِ وَلِلدُّمُوعِ سُطُورٌ فِي مَحَاجِرِهَا يَدُلُّ ظَاهِرُهَا مِنْهَا عَلَى الدَّوْسِ فَإِنْ يَضِقْ مَخْرَجُ الأَنْفَاسِ عَنْ نَفَسٍ تَجْرِيِهِ عَبْرَتُهُ مِنْ مَخْرَجٍ سَلِسِ " . قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ هُرْمُنَ الْحَكِيمَ هَوَى بِنْتَ أَكْسِتُبُوسَ الْمَلِكِ حَتَّى ذَلَّ عَقْلُهُ ، وَاحْتَجَبَ عَنْ تَلامِيذِهِ وَلامُوهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ : إِنَّ أَرْوَاحَ الْعَاشِقِ عَطِرَةٌ لَطِيفَةٌ ، وَأَبْدَانَهُمْ رَقِيقَةٌ وَضَعِيفَةٌ ، وَعُقُولَهُمْ بَطِيئَةُ الإِنْفَادِ لِمَنْ قَادَهَا عَيْنُ مَسْكَنِهَا الَّذِي سَكَنَتْ إِلَيْهِ ، وَكَلامَهُمْ يُحْيِي مُوَاتَ النُّفُوسِ ، وَيَزِيدُ فِي الْعَقْلِ ، وَيُطْرِبُ الطَّبَائِعَ ، وَيُحَرِّكُ الأَفْهَامَ ، وَيَلْهُو بِأَخْبَارِهِمْ أُولُو الأَلْبَابِ ، وَلَوْلا قَلَّ التَّمَتُّعُ بِالنِّسَاءِ ، وَنَقَصَ تَلَذُّذُ سَاكِنِي الدُّنْيَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |