حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ ، قَالَ : خَرَجْتُ إِلَى الْمِرْبَدِ ، فَإِذَا أَنَا بِأَعْرَابِيٍّ غَزِلٍ ، فَمِلْتُ إِلَيْهِ ، فَذَكَرْتُ عِنْدَهُ النِّسَاءَ ، فَتَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، وَإِنَّ مِنْ كَلامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي مِنَ الظَّمَأِ . فَقُلْتُ : يَا أَعْرَابِيُّ ، صِفْ لِي نِسَاءَكُمْ . فَقَالَ : نِسَاءَ الْحَيِّ تُرِيدُ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ . فَأَنْشَأَ يَقُولُ : رُجُحٌ وَلَيْسَ مِنَ اللَّوَاتِي بِالضُّحَى لِذِيُولِهِنَّ عَلَى الطَّرِيقِ غُبَارُ وَإِذَا خَرَجْنَ يُرِدْنَ أَهْلَ مُصَابَةٍ كَانَ الْخُطَا لِسِرَاعِهَا الإِبْشَارُ يَأْنَسْنَ عِنْدَ بُعُولِهِنَّ إِذَا خَلَوْا وَإِذَا هُمُ خَرَجُوا فَهُنَّ خِفَارُ . قَالَ الْعُتْبِيُّ : فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَخَذَ الأَعْرَابِيُّ قَوْلَهُ : وَإِنَّ مِنْ كَلامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي الظَّمَأَ ؟ قَالَ : مِنْ قَوْلِ الْقُطَامِيِّ : يَقْتُلْنَنَا بِحَدِيثٍ لَيْسَ يَعْلَمُهُ مَنْ يَتَّقِينَ وَلا مَكْنُونُهُ بَادِي فَهُنَّ يَنْبِذْنَ مِنْ قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِ مَوَاقِعَ الْمَاءِ مِنْ ذِي الْغُلَّةِ الصَّادِي .
الأسم | الشهرة | الرتبة |