حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ النَّحْوِيُّ ، قَالَ : ذَكَرُوا أَنَّ الْمَهْدِيَّ ، خَرَجَ إِلَى الْحَجِّ حَتَّى إِذَا كَانَ بِزُبَالَةَ جَلَسَ يَتَغَدَّى حَتَّى أَتَى بَدَوِيٌّ فَوَقَفَ بِالْبَابِ فَنَادَى : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ ، إِنِّي عَاشِقٌ ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ ، فَقَالَ لِلْحَاجِبِ : وَيْحَكَ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : إِنْسَانٌ بِالْبَابِ يَصِيحُ : إِنِّي عَاشِقٌ ، قَالَ : أَدْخِلُوهُ ، فَأَدْخَلُوهُ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ يَدَهُ وَقَعَدَ يَأْكُلُ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ عَشِيقَتُكَ ؟ قَالَ : ابْنَةُ عَمِّي ، قَالَ : أَوَ لَهَا أَبٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا لَهُ لا يُزَوِّجَكَهَا ؟ ! قَالَ : هَاهُنَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : فَأَخْبَرَنِي مَا هُوَ ؟ قَالَ : ادْنُ مِنِّي أُذُنَكَ . قَالَ : فَأَدْنَى مِنْهُ أُذُنَهُ ، فَقَالَ : " إِنِّي هَجِينٌ ، فَقَالَ الْمَهْدِيُّ : فَمَا يَكُونُ ، قَالَ : إِنَّهُ عِنْدَنَا عَيْبٌ . فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِ أَبِيهَا فَأُتِيَ بِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ يَدَهُ وَقَعَدَ يَأْكُلُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ لَهُ : هَذَا ابْنُ أَخِيكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَلِمَ لا تَزَوِّجُهُ كَرِيمَتَكَ ؟ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَهُ ابْنُ أَخِيهِ ، وَكَانَ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عِنْدَهُ عَلَى الْمَائِدَةِ جَمَاعَةٌ ، فَقَالَ : هَؤُلاءِ كُلُّهُمْ بَنُو الْعَبَّاسِ ، وَهُمْ هُجُنٌ ، مَا الَّذِي يَضُرُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : هُوَ عِنْدَنَا عَيْبٌ ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ طَعَامِهِمْ وَغَسَلُوا أَيْدِيَهُمْ ، قَالَ الْمَهْدِيُّ : زَوِّجْهُ إِيَّاهَا عَلَى عِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، عَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ لِلْعَيْبِ ، وَعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ مَهْرُهَا . قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا ، فَأُتِيَ بِبَدْرَتَيْنِ فَدُفِعَتَا إِلَى الشَّيْخِ فَأَنْشَأَ الشَّابُّ يَقُولُ : ابْتَعْتُ طَيِّبَةَ بِالْغَلاءِ وَإِنَّمَا يُعْطِي الْغَلاءَ بِمِثْلِهَا أَمْثَالِي وَتَرَكْتُ أَسْوَاقَ الْقِبَاحِ لأَهْلِهَا إِنَّ الْقِبَاحَ وَإِنْ رَخُصْنَ غَوَالِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |