باب ذكر مساعدة اهل الهوى والصبر على الاذى والتبرع بحمل رسائلهم


تفسير

رقم الحديث : 800

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ ، قَالَ : لَمَّا أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ أَهْدَى إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ مِنْ خُرَاسَانَ جَوَارٍ ، وَكَانَتْ فِيهِنَّ جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا مَحْبُوبَةُ ، وَكَانَتْ قَدْ نَشَأَتْ بِالطَّائِفِ ، وَكَانَ لَهَا مَوْلًى مُغْرًى بِالأَدَبِ ، وَكَانَتْ قَدْ أَخَذَتْ عَنْهُ وَرَوَتِ الأَشْعَارَ ، وَكَانَ الْمُتَوَكِّلُ بِهَا مُعْجَبًا ، فَغَضِبَ عَلَيْهَا وَمَنَعَ الْجَوَارِيَ مِنْ كَلامِهَا ، فَكَانَتْ فِي حُجْرَتِهَا لا يُكَلِّمُهَا أَحَدٌ أَيَّامًا ، فَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ قَدْ صَالَحَهَا ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : يَا عَلِيُّ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : أَشَعَرْتَ أَنِّي رَأَيْتُ مَحْبُوبَةَ فِي مَنَامِي كَأَنِّي قَدْ صالحتها وصَالَحَتْنِي ، قُلْتُ : خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِذًا يُقِرُّ اللَّهُ عَيْنَكَ وَيَسُرُّكَ . فَوَاللَّهِ إِنَّا لَفِي مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ حَدِيثِهَا ، إِذْ جَاءَتْ وَصِيفَةٌ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : يَا سَيِّدِي ، سَمِعْتُ صَوْتَ عُودٍ مِنْ حُجْرَةٍ مَحْبُوبَةَ . قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : قُمْ بِنَا يَا عَلِيُّ نَنْظُرْ مَا هَذَا الأَمْرُ . فَنَهَضْنَا فَأَتَيْنَا حُجْرَتَهَا ، فَإِذَا هِيَ تَضْرِبُ وَهِيَ تَقُولُ : أَدُورُ فِي الْقَصْرِ لا أَرَى أَحَدًا أَشْكُو إِلَيْهِ وَلا يُكَلِّمُنِي حَتَّى كَأَنِّي أَتَيْتُ مَعْصِيَةً لَيْسَتْ لَهَا تَوْبَةٌ تُخَلِّصُنِي فَهَلْ شَفِيعٌ لَنَا إِلَى مَلِكٍ قَدْ زَارَنِي فِي الْكَرَى فَصَالَحَنِي حَتَّى إِذَا مَا الصَّبَاحُ لاحَ لَنَا عَادَ إِلَى هَجْرِهِ فَصَارَحَنِي قَالَ : فَصَاحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَصِحْتُ مَعَهُ ، فَسَمِعَتْ مَحْبُوبَةُ ، فَتَلَقَّتْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ أَكَبَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ تُقَبِّلُهُمَا ، وَقَالَتْ : يَا سَيِّدِي ، رَأَيْتُكَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ كَأَنَّكَ قَدْ صَالَحْتَنِي . فَقَالَ : وَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ كَأَنَّكِ قَدْ صَالَحْتَنِي . فَرَدَّهَا إِلَى مَرْتَبَتِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.