حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ ، قَالَ : " كَانَ جَعْفَرٌ الضَّبِّيُّ مُؤَدِّبًا لِلْفَضْلِ وَجَعْفَرٍ ابْنَي يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ ، فَدَخَلَ عَلَى الْفَضْلِ يَوْمًا وَكَانَ مُتَنَاهِيًا فِي التِّيهِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ كِتَابٌ مَخْتُومٌ لَمْ يَفُضَّهُ ، وَقَدْ تَدَاخَلَهُ الْغَضَبُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ، وَقَالَ : وَيْحَكَ يَا جَعْفَرُ ، أَمَا تَعْجَبُ مِنْ مُكَاتَبَةِ فُلانٍ إِيَّانَا ؟ وَأَوْمَأَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةِ السَّلامِ مِنْ غَيْرِ حَالٍ أَوَجَبَتْ ؟ ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الأَمِيرُ ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ تَوَسَّمَ بِمَعْرُوفِكَ ، وَأَحْسَنَ الظَّنَّ بِتَأْمِيلِكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْكَ ، وَقَدِ اعْتَقَلَهُ سَبَبَانِ ، وَاحْتَكَمَ عَلَيْهِ بِالسَّلامَةِ ضِدَّانِ ، طَمَعٌ مُؤْنِسٌ ، وَخَوْفٌ مُؤْيِسٌ ، فَكُنْ أَيُّهَا الأَمِيرُ مَعَ أَشْرَفِ السَّبَبَيْنِ ، وَكُنْ لأَمَلِهِ يَكُنِ اللَّهُ لَكَ ، وَلا تُخْلِفِ الظَّنَّ فِيكَ ، فَيُخْلِفَهُ اللَّهُ مِنْكَ , قَالَ الْفَضْلُ : أَمَّا إِذَا جَرَى الأَمْرُ عَلَى هَذَا ، فَلْيُكَاتِبْنَا أَهْلُ مَدِينَةِ السَّلامِ أَجْمَعُونَ " .