عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : بَيْنَمَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بِالْكُوفَةِ ، وَهُوَ يُحَارِبُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ فِي صَحْنِ مَسْجِدِكُمْ هَذَا مُحْتَبِيًا بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ ، وَحَوْلَهُ النَّاسُ مُحْدِقُونَ بِهِ ، وَأَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالتَّابِعُونَ يَلُونَهُمْ إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، صِفْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَإِنَّكَ أَحْفَظُ لِذَلِكَ مِنَّا ، قَالَ : فَصَوَّبَ رَأْسَهُ وَرَقَّ لِذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ ، سَبْطَ الشَّعْرِ ، دَقِيقَ الْعِرْنِينَ ، أَسْهَلَ الْخَدَّيْنِ ، دَقِيقَ المُسْرُبَةِ ، كَثَّ اللِّحْيَةِ ، كَانَ شَعْرُهُ مَعَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إِذَا طَالَ كَأَنَّمَا عُنُقُهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ ، لَهُ شَعْرٌ مِنْ لُبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ يَجْرِي كَالْقَضِيبِ ، لَمْ يَكُنْ فِي صَدْرِهِ وَلَا بَطْنِهِ شَعْرٌ غَيْرُهُ إِلَّا نَبَذَاتٍ فِي صَدْرِهِ ، شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ ، أَوْ يَنْحَدِرُ فِي صَبَبٍ ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ ، وَلَا بِالْعَاجِزِ اللَّئِيمِ كَأَنَّمَا عَرَقُهُ اللُّؤْلُؤُ رِيحُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .