حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ حِزَامٍ الْحِزَامِيُّ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ السِّمْعِيِّ الأَنْصَارِيِّ ، وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ : الْقِبائِِيِّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، قَالا جَمِيعًا : عَنْ دَلْهَمِ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيِّ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ : عَنْ أَبِيهِ ، وَقَالا جَمِيعًا : عَنْ عَمِّهِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ . قَالَ دَلْهَمٌ : وَحَدَّثَنِيهِ أَيْضًا أَبِي الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ ، أَنَّ لَقِيطَ بْنَ عَامِرٍ ، خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ ، يُقَالُ لَهُ : نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ ، قَالَ لَقِيطٌ : فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمَدِينَةَ لانْسِلاخِ رَجَبٍ ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ - وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ، يَعْنِي : ابْنَ الْمُنْذِرِ : حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ - فَقَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ إِلا لأُسْمِعَكُمُ الْيَوْمَ ، فَهَلْ مِنَ امْرِئٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ ، فَقَالُوا لَهُ : اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَلا ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُلْهِيَهُ حَدِيثُ نَفْسِهِ ، أَوْ حَدِيثُ صَاحِبِهِ ، أَوْ يُلْهِيَهُ الضُّلالُ ، أَلا إِنِّي مَسْئُولٌ ، هَلْ بَلَّغْتُ ، أَلا اسْمَعُوا تَعِيشُوا ، أَلا اجْلِسُوا أَلا اجْلِسُوا ، فَجَلَسَ النَّاسُ ، وَقُمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ لَنَا فُؤَادُهُ وَبَصُرُه ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا عِنْدَكَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ؟ قَالَ : فَضَحِكَ ، لِعَمْرِ اللَّهِ ، وَهَزَّ رَأْسَهُ ، وَزَعَمَ أَنِّي أَبْتَغِي لِسَقْطَةٍ ، فَقَالَ : " ضَنَّ رَبُّكَ بِمَفَاتِيحِ خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ " . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : " ضَنَّ رَبُّكَ بِخَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا اللَّهُ " وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : لا يَعْلَمُهُنَّ إِلا اللَّهُ ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ ، قُلْتُ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : عِلْمُ الْمَنِيَّةِ ، قَدْ عَلِمَ مَتَى مَنِيَّةُ أَحَدِكُمْ وَلا تَعْلَمُونَهُ " . وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ " وَعِلْمُ الْمَنِيِّ مَتَى يَكُونُ فِي الرَّحِمِ ، قَدْ عَلِمَهُ وَلا تَعْلَمُونَهُ " ، وَقَالا جَمِيعًا " عِلْمُ مَا فِي غَدٍ قَدْ عَلِمَ مَا أَنْتَ طَاعِمٌ غَدًا وَلا تَعْلَمُهُ ، وَعِلْمُ يَوْمِ الْغَيْثِ يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ أَذَلِّينَ مُشْفِقِينَ ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ قَدْ عَلِمَ أَنْ " . قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : إِنَّ غَوْثَكُمْ قَرِيبٌ ، وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : إِنَّ غَيْرَكُمُ الَّتِي قَرِيبٌ ، وَقَالا : قَالَ لَقِيطٌ : لَمْ نَعْدَمْ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا ، وَعِلْمُ يَوْمِ السَّاعَةِ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ حَاجَتِي فَلا تُعْجِلْنِي ، قَالَ : " سَلْ عَمَّا شِئْتَ " ، وَقَالا جَمِيعًا : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنَا مَا تُعَلِّمُ النَّاسَ وَمَا تَعْلَمُ ، فَأَنَا مِنْ قَبِيلٍ لا يُصَدِّقُونَ تَصْدِيقَنَا أَحَدًا ، مِنْ مَذْحِجٍ الَّتِي تَدْنُوا عَلَيْنَا ، وَخَثْعَمٍ الَّتِي تُوَالِينَا ، وَعَشِيرَتِنَا الَّتِي نَحْنُ مِنْهَا ، قَالَ : " تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ، ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ ، عَلَيْهِ السَّلامُ ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ " ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ : الصَّيْحَةُ ، " فَلِعَمْرِ إِلَهِكَ ، مَا يَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَيْءٍ إِلا مَاتَ ، وَالْمَلائِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ ، فَأَصْبَحَ رَبُّكَ يَطُوفُ فِي الأَرْضِ ، وَخَلَتْ عَلَيْهِ الْبِلادُ ، فَأَرْسَلَ رَبُّكَ السَّمَاءَ بِهَضَبٍ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ ، فَلِعَمْرِ إِلَهِكَ مَا يَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ ، وَلا مَدْفَنِ مَيِّتٍ إِلا شُقَّتِ الْقَبْرُ عَنْهُ حَتَّى يَخْلِفَهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ " ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ : " مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا ، يَقُولُ رَبُّكَ : مَهْيَمْ لِمَا كَانَ فِيهِ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي ، أَمْسِ الْيَوْمَ لِعَهْدِهِ بِالْحَيَاةِ يَحْسَبُهُ حَدِيثًا بِأَهْلِهِ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَكَيْفَ تَجْمَعُنَا بَعْدَ مَا تُمَزِّقُنَا الرِّيَاحُ وَالْبِلَى وَالسِّبَاعُ ؟ قَالَ : " أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلاءِ اللَّهِ " ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ : " فِي إِلَى اللَّهِ ، الأَرْضُ أَشْرَقْتَ عَلَيْهَا وَهِيَ مُدْبِرَةٌ بَالِيَةٌ ، فَقُلْتَ : لا تَحْيَا أَبَدًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّكَ عَلَيْهَا السَّمَاءَ فَلَمْ تَلْبَثْ " ، قَالَ ابْنُ مُنْذِرٍ : عَنْهَا ، وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : عَلَيْهَا إِلا أَيَّامًا ، حَتَّى أَشْرَقْتَ عَلَيْهَا ، فَإِذَا هِيَ شَرِبَةٌ وَاحِدَةٌ ، فَلِعَمْرِ إِلَهِكَ ، لَهُوَ أَقْدُر عَلَى أَنْ يَجْمَعَكُمْ مِنَ الْمَاءِ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتِ الأَرْضِ ، فَتَخْرُجُونَ مِنَ الأَضْوَاءِ ، وَمِنْ مَصَارِعِكُمْ فَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ سَاعَةً ، وَيَنْظُرُ إِلَيْكُمْ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ مِلْءُ الأَرْضِ وَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَنَنْظُرُ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : أُنَبِّئُكُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ : فِي إِلَى اللَّهِ ، وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : فِي آلاءِ اللَّهِ ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَةٌ صَغِيرَةٌ تَرَوْنَهَا سَاعَةً وَاحِدَةً ، وَتَرَيَانِكُمْ لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا ، وَلِعَمْرِ إِلَهِكَ ، لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَرَاكُمْ وَتَرَوْنَهُ مِنْهُمَا ، أَوْ تَرَوْهَا وَتَرَيَانِكُمْ ، وَلا تُضَامُونَ فِي رَؤْيَتِهِمَا ، قُلْتَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا يَفْعَلُ بِنَا رَبُّنَا إِذَا لَقِينَاهُ ؟ قَالَ : تُعْرَضُونَ عَلَيْهِ بَادِيَةٌ لَهُ صَفَحَاتُكُمْ ، لا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ، فَيَأْخُذُ رَبُّكَ بِيَدِهِ غَرْفَةً مِنَ الْمَاءِ فَيَنْضَحَ بِهِ قُبُلَكُمْ ، فَلِعَمْرِ إِلَهِكَ ، مَا تُخْطِئُ وَجْهَ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَطْرَةٌ ، فَأَمَّا الْمُسْلِمُ فَيَدَعَ وَجْهَهُ مِثْلَ الرَّيْطَةِ الْبَيْضَاءِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَطْخَمَهُ بِمِثْلِ الْحَمِيمِ الأَسْوَدِ ، وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : فَتَطْمَخَهُ بِمِثْلِ الْحَمِيمِ ، وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : أَلا ثُمَّ يَنْصَرِفُ بَيْنَكُمْ ، وَيَفْتَرِقُ عَلَى أَثَرِهِ الصَّالِحُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : يَفْتَرِقُ عَلَى أَثَرَةٍ الصَّالِحُونَ . فَيَسْلُكُونَ جِسْرًا مِنَ النَّارِ ، يَطَأُ أَحَدُكُمُ الْجَمْرَةَ ، فَيَقُولُ : حَسْ ، يَقُولُ رَبُّكَ : دَاءُوا بِهِ ، فَيَطْلُعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ عَلَى إِظْمَاءٍ ، وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : وَلا يَظْمَأُ ، وَاللَّهِ ، نَاهِلُهُ ، فَلِعَمْرِ إِلَهِكَ ، مَا يَبْسُطُ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَدَهُ إِلا وَقَعَ عَلَيْهَا قَدَحٌ يُطَهِّرُهُ مِنَ الطَّوْفِ ، وَالْبَوْلِ ، وَالأَذَى ، وَتُحْبَسُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَلا تَرَوْنَ مِنْهَا وَاحِدًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَبِمَا نُبْصِرُ ؟ قَالَ : بِمِثْلِ بَصَرِ سَاعَتِكَ هَذِهِ ، وَذَلِكَ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فِي يَوْمٍ ، قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : أَشْقَرَتْهُ الأَرْضُ ، قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : فِي يَوْمٍ أَشْرَقَتْهُ الأَرْضُ ، وَوَاجَهَتْهُ الْجِبَالُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولُ ، فِيمَ نُجْزَى مِنْ سَيِّئَاتِنَا ، وَحَسَنَاتِنَا ؟ قَالَ : الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا ، إِلا أَنْ يَعْفُوَ ، وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : إِلا أَنْ يَغْفِرَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَّا الْجَنَّةُ ، أَمَّا النَّارُ ؟ قَالَ لِعَمْرِ إِلَهِكَ ، إِنَّ النَّارَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ، مَا مِنْهَا بَابَانِ إِلا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا ، وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ لَسَبْعَةُ أَبْوَابٍ مَا مِنْهَا بَابَانِ إِلا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَعَلَى مَا نَطَّلِعُ مِنَ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : عَلَى أَنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ، وَأَنْهَارٍ مِنْ كَأْسٍ مَا بِهَا صُدَاعٌ وَلا نَدَامَةٌ ، وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ، وَمَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ، وَبِفَاكِهَةٍ ، فَلِعَمْرِ إِلَهِكَ ، مَا تَعْلَمُونَ وَخَيْرٌ مِنْ مِثْلِهِ ، مَعَهُ أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لَنَا فِيهَا أَزْوَاجًا وَمِنْهُنَّ مُصْلِحَاتٌ ؟ قَالَ : الصَّالِحَاتُ لِلصَّالِحِينَ ، تَلَذُّونَهُنَّ مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَيَلْذُّونَكُمْ غَيْرَ أَنْ لا تَوَالُدَ ، قَالَ لَقِيطٌ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَقْصَى مَا نَحْنُ بَالِغُونَ ، وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ ، كَذَا قَالَ : أَقْصَى مَا نَحْنُ ، وَإِنَّمَا هُوَ : هَذَا أَقْصَى ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلَى مَا أُبَايِعُكَ ، قَالَ : فَبَسَطَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَدَهُ ، وَقَالَ : عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَزِيَالِ الْمُشْرِكِ ، وَأَلا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : وَإِنَّ لَنَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ؟ قَالَ : فَقَبَضَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَسَطَ أَصَابِعَهُ ، وَظَنَّ أَنَّنِي مُشْتَرِطٌ شَيْئًا لا يُعْطِينِيهِ ، قُلْتُ : نَحُلُّ مِنْهَا حَيْثُ شِئْنَا ، وَلا يَجْنِي عَلَى امْرِئٍ إِلا نَفْسِهِ ، قَالَ : فَبَسَطَ يَدَهُ ، وَقَالَ : ذَلِكَ يَحِلُّ حَيْثُ شِئْتَ ، وَلا يَجْنِي عَلَيْكَ إِلا نَفْسُكَ ، قَالَ فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ ، وَقَالَ : هَا إِنَّ ذَيْنِ ، أَرَاهُ قَالَ : لَمِنْ نَفَرٍ لِعَمْرِ إِلَهِكَ ، لَمِنْ نَفَرٍ إِنْ حَدَثَتْ ، أنَّهُمْ مِنْ أَتْقَى النَّاسِ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : إِنَّ جَدَّنَا يُقَالُ لَهُ : كَعْبُ بْنُ الْخُدَارِيَّةِ ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ : ابْنُ الْحُذَارِيَّةِ ، أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ ، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " بَنُو الْمُنْتَفِقِ ، بَنُو الْمُنْتَفِقِ " . قَالَهَا ثَلاثًا ، وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ : مَرَّتَيْنِ ، أَهْلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، أَهْلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، قَالَهَا ابْنُ حَمْزَةَ : مَرَّةً ، وَانْصَرَفْنَا ، وَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لأَحَدٍ مِمَّنْ مَضَى خَيْرٌ مِنْ جَاهِلِيَّتِهِمْ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ عَرْضِ قُرَيْشٍ : وَاللَّهِ إِنَّ أَبَاكَ الْمُنْتَفِقَ لَفِي النَّارِ ، قَالَ : فَلَكَأَنَّهُ وَقَعَ حَرٌّ بَيْنَ جِلْدِ وَجْهِي وَلَحْمِهِ مِمَّا قَالَ لأَبِي عَلَى رُءُوسٍ ، قَالَ فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ : وَأَبُوكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ عَنِ الآخَرِ أَجْهَلُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَهْلُكَ وَأَهْلِي ، لِعَمْرِ اللَّهِ ، مَا أَتَيْتُ عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ قُرَشِيٍّ ، أَوْ عَامِرِيٍّ مُشْرِكٍ ، فَقُلْ : أَرْسَلَ إِلَيْكَ مُحَمَّدٌ ، فَأَبْشِرْ بِمَا يَسُوءُكَ ، تُجَرُّ عَلَى وَجْهِكَ وَبَطْنِكَ فِي النَّارِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ ؟ وَقَدْ كَانُوا عَلَى عَمَلٍ لا يَحْسَبُونَ ، وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : لا يُحْسِنُونَ إِلا إِيَّاهُ ، بِالنُّونِ ، وَكَانُوا يَحْسَبُونَهُمْ مُصْلِحِينَ ؟ قَالَ : ذَلِكَ ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، بَعَثَ فِي آخِرِ كُلِّ سَبْعِ أُمُمٍ نَبِيًّا ، فَمَنْ عَصَى نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ، وَمَنْ أَطَاعَ نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الْمُهْتَدِينَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
لَقِيطَ بْنَ عَامِرٍ | لقيط بن عامر العقيلي | صحابي |
عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ | عاصم بن أبي رزين العقيلي | ثقة |
أَبِي الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ | الأسود بن عبد الله العقيلي | مقبول |
عَمِّهِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ | لقيط بن عامر العقيلي | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيِّ | عبد الله بن حاجب العقيلي | صحابي |
دَلْهَمِ بْنِ الأَسْوَدِ | دلهم بن الأسود العقيلي | مقبول |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ السِّمْعِيِّ الأَنْصَارِيِّ | عبد الرحمن بن عياش الأنصاري | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ حِزَامٍ الْحِزَامِيُّ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ | عبد الرحمن بن المغيرة القرشي | صدوق حسن الحديث |
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ | إبراهيم بن حمزة الزبيري | ثقة |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ | إبراهيم بن المنذر الحزامي | صدوق حسن الحديث |