تفسير

رقم الحديث : 1999

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ ، قَالَ أَحْمَدُ ، : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ ، أَنَّ جَدَّتَيْهِ : أُمَّ أُمِّهِ ، وَأُمَّ أَبِيهِ ، أَخْبَرَتَاهُ . وَقَالَ مُوسَى : حَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ : صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ ، وَدُحَيْبَةُ ابْنَةُ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ ، وَقَالا جَمِيعًا : وَكَانَتَا رَبِيبَتِي قَيْلَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ، وَكَانَتْ قَيْلَةُ جَدَّةَ أَبِيهِمَا . وَقَالَ أَحْمَدُ : إِنَّهُ أخبر جدة قَيْلَةَ ، وَقَالَ مُوسَى : إِنَّهُمَا أَخَبَرَتْهُمَا قَيْلَةُ بِنْتُ مَخْرَمَة ، وَقَالا جَمِيعًا : إِنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ، قَالَ أَحْمَدُ : رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ ، يُقَالُ لَهُ . وَقَالا جَمِيعًا : حَبِيبُ بْنُ أَزْهَرَ ، قَالَ مُوسَى : أَخُو بَنِي خَبَّابٍ ، كَذَا قَالَ مُوسَى ، وَقَالا جَمِيعًا : فَوَلَدَتْ لَهُ نِسَاءً ثُمَّ تُوُفِّيَ فَانْتَزَعَ بَنَاتِهَا مِنْهُ ، قَالَ أَحْمَدُ : هَيْبَةً مِنْهُنَّ ، وَقَالَ مُوسَى : جُوَيْرِيَةً ، وَقَالا جَمِيعًا : هِيَ أَصْغَرُهُنَّ حَدِيثًا كَانَتْ قَدْ أَخَذَتْهَا الْفَرْصَةُ ، قَالَ أَحْمَدُ : فَرَحِمَتْهَا فَاحْتَمَلَتْهَا مَعَهَا ، وَقَالا جَمِيعًا : عَلَيْهَا سُبَيِّجٌ مِنْ صُوفٍ ، قَالَ مُوسَى : فَانْطَلَقَتْ بِهَا مَعَهَا ، وَقَالا جَمِيعًا : فَبَيْنَمَا هُمَا يُرْتِكَانِ . وَقَالَ مُوسَى : الْجَمَلَ ، وَقَالا : إِذَا انْتَفَجَتِ الأَرْنَبُ ، فَقَالَتِ الْحُدَيْبَاءُ الْفَصْيَةُ : لا وَاللَّهِ لا يَزَالُ كَعْبُكِ أَعْلَى مِنْ كَعْبِ أَثْوَبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَبَدًا ، ثُمَّ سَنَحَ الثَّعْلَبُ فَسَمَّتْهُ اسْمًا ، قَالَ أَحْمَدُ : غَيْرَ الثَّعْلَبِ ، وَقَالَ مُوسَى : سِوَى الثَّعْلَبِ ، وَقَالا : نَسِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَتْ فِيهِ مِثْلَ مَا قَالَتْ فِي الأَرْنَبِ ، فَبَيْنَمَا هُمَا يُرْتِكَانِ إِذْ بَرَكَ الْجَمَلُ ، وَأَخَذَتْهُ رَعْدَةٌ ، فَقَالَتِ الْحُدَيْبَاءُ : أَدْرَكَتْكِ ، وَالأَمَانَةِ أَخْذَةُ أَثْوَبَ ، فَقُلْتُ ، وَاضْطُرِرْتُ إِلَيْهَا : وَيْحَكِ مَا أَصْنَعُ ؟ قَالَتْ : قَالَ أَحْمَدُ : تَقَلَّبِي ، وَقَالَ مُوسَى : أَقْلِبِي ، وَقَالا جَمِيعًا : ثِيَابَكِ ظُهُورَهَا لِبُطُونِهَا وَتُزَحْزِحِينَ ظَهْرَكِ لِبَطْنِكِ ، قَالَ أَحْمَدُ : وَاقْلبِي ، وَقَالَ مُوسَى : وَتَقَلَّبِي ، وَقَالا جَمِيعًا : أَحْلاسَ جَمَلِكِ ، ثُمَّ خَلَعَتْ ، قَالَ مُوسَى : الْحُدَيْبَاءُ ، وَقَالَا : سَحْبَهَا ، فَقَلَبَتْهُ ، ثُمَّ تَدَحْرَجَتْ ظَهْرَهَا لِبَطْنِهَا ، فَلَمَّا فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ انْتَفَضَ الْجَمَلُ ، فَقَامَ فَفَاجَ وَبَالَ ، فَقُلْتُ ، قَالَ مُوسَى : الْحُدَيْبَاءُ ، وَقَالا : أَعِيدِي عَلَيْهِ أَدَاتَكِ ، وَأَعَدْتُهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ خَرَجْنَا نَرْتَدُّ ، فَإِذَا أَثْوَبُ يَسْعَى عَلَى آثَارِنَا بِالسَّيْفِ صَلْتًا ، قَالَ أَحْمَدُ : فَوَأَلْتُ ، وَقَالَ مُوسَى : فَوَأَلْنَا ، وَقَالا : إِلَى حِوَاءٍ ضَخْمٍ قَدْ أَرَاهُ حَتَّى أَلْقَى الْجَمَلُ إِلَى رُوَاقِ الْبَيْتِ الأَوْسَطِ ، قَالَ مُوسَى : جَمَلا ذَلُولا ، وَقَالا : فَاقْتَحَمْتُ دَاخِلَهُ ، قَالَ أَحْمَدُ : بِالْجَارِيَةِ ، وَقَالا : وَأَدْرَكَني بِالسَّيْفِ فَأَصَابَتْ ظَبْيَةً طَائِفَةً ، قَالَ أَحْمَدُ : مِنْ قُرُونِ رَأْسِيَهْ ، وَقَالَ مُوسَى : مِنْ قُرُونيه ، وَقَالَا : ثُمَّ قَالَ : أَلْقَى إِلَى بَيْتِ أَخِي ، قَالَ أَحْمَدُ : يَا نِفَارُ ، قَالَ مُوسَى : فَإِذَا بَانَ يَا دِفَارُ ، أَوْ يَا دِفَارُ ، فَرَمَيْتُ بِهَا ، وَقَالَ أَحْمَدُ : فَأَلْقَيْتُهَا ، وَقَالا جَمِيعًا : إِلَيْهِ : فَجَعَلَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ فَذَهَبَ بِهَا ، وَكُنْتُ أَعْلمَ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، قَالَتْ : ثُمَّ انْطَلَقْتُ ، وَقَالَ مُوسَى : وَمَضَيْتُ ، وقالا : إِلَى أُخْتٍ لِي نَاكِحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ أَتْبَعُ الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ أَحْمَدُ : فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ ، وَقَالا : فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي ، قَالَ أَحْمَدُ : تَحْسَبُ عَنِّي ، وَقَالَ مُوسَى : تَحْسَبُنِي ، وَقَالا : نَائِمَةً ، إِذَا قَالَ أَحْمَدُ : دَخَلَ ، وَقَالَ مُوسَى : جَاءَ ، وَقَالا : زَوْجُهَا مِنَ السَّامِرِ ، فَقَالا : وَأَبِيكَ لَقَدْ وَجَدْتُ لِقَيْلَةَ صَاحِبًا صَاحِبَ صِدْقٍ ، فَقَالَتْ أُخْتِي : مَنْ ؟ قَالَ أَحْمَدُ : هُوه ، وَقَالَ مُوسَى يَمُدُّ ، قَالَ : حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانٍ الشَّيْبَانِيُّ غَادِيًا وَافِدَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ مُوسَى : ذَا صَبَاحٍ ، وَقَالا : قَالَتْ أُخْتِي : الْوَيْلُ لِي لا تُخْبِرْ بِهَذَا أُخْتِي ، قَالَ أَحْمَدُ : فَيَتْبَعُ أَخَا بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، وَقَالَ مُوسَى : لِيَخْرُجَ مَعَ أَخِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، وَقَالا : هِيَ أَسْمَعُ الأَرْضِ وَبَصَرُهَا ، لَيْسَ مَعَهَا مِنْ قَوْمِهَا رَجُلٌ ، قَالَ مُوسَى : فَقَالَ : لا تَذْكُرِيهِ لَهَا فَإِنِّي غَيْرَ ذَاكِرَةٍ لَهَا ، فَسَمِعْتُ مَا قَالا وَقَالا جَمِيعًا : فَغَدَوْتُ إِلَى جَمَلِي فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : وَسَمِعْتُ مَا قَالا ، وَقَالَ مُوسَى : فَشَدَدْتُ عَلَى جَمَلٍ ثُمَّ نَشَدْتُ عَنْهُ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : ثُمَّ سَأَلْتُ عَنْهُ ، وَقَالا : فَوَجَدْتُهُ غَيْرَ بَعِيدٍ ، قَالَ أَحْمَدُ : مَنَاخَةُ رِكَابِهِ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : فَسَأَلْتُهُ الصُّحْبَةَ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَكَرَامَةً ، وَقَالَ مُوسَى : وَرِكَابُهُ مَنَاخَةٌ عَنْهُ ، وَقَالا : فَخَرَجْتُ مَعَهُ صَاحِبَ صِدْقٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلاةَ الْغَدَاةِ ، قَدْ أُقِيمَتْ حِينَ شَقَّ الْفَجْرُ وَالنُّجُومُ شَابِكَةٌ فِي السَّمَاءِ ، وَالرِّجَالُ لا تَكَادُ تَعَارَفُ مَعَ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فَصَفَفْتُ مَعَ الرِّجَالِ وَامْرَأَةٌ حَدِيثَةُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي يَلِي مِنَ الصَّفِّ : امْرَأَةٌ أَنْتِ أَمْ رَجُلٌ ؟ قَالَتْ : لا بَلِ امْرَأَةٌ ، فَقَالَ : إِنَّكِ قَدْ كِدْتِ تَفْتِنِينِي فَصَلِّي فِي النِّسَاءِ وَرَاءَكِ ، فَإِذَا صَفٌّ مِنَ نِّسَاءِ قَدْ حَدَثَ عِنْدَ الْحُجُرَاتِ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِذْ دَخَلْتُ فَكُنْتُ ، قَالَ أَحْمَدُ : مَعَهُنَّ ، وَقَالَ مُوسَى : فِيهِنَّ ، وَقَالا : حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَنَوْتُ فَجَعَلْتُ إِذَا رَأَيْتُ رَجُلا ذَا رَوَاءٍ وَذَا قِشْرٍ طَمَحَ إِلَيْهِ بَصَرِي لأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ النَّاسِ ، قَالَتْ : قَالَ أَحْمَدُ : فَجَاءَنَا رَجُلٌ بَعْدَمَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ، وَقَالَ مُوسَى : حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ حِينَ ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ، وَقَالا : فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ " . قَالَ أَحْمَدُ : وَهُوَ قَاعِدٌ الْقُرْفُصَاءَ ، وَقَالا : عَلَيْهِ أَسْمَالٌ مُلَبَّبَتَيْنِ كَانَتَا بِزَعْفَرَانٍ ، وَقَدْ نُفِضَتَا ، وَمَعَهُ عَسِيبُ نَخْلَةٍ مَقْشُوٌّ غَيْرَ خَوْصَتَيْنِ مِنْ أَعْلاهُ ، وَقَالَ مُوسَى : قَاعِدٌ الْقُرْفُصَاءَ ، وَقَالا : فَلَّمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَخَشِّعَ فِي الْجِلْسَةِ أُرْعِدْتُ مِنَ الْفَرَقِ ، قَالَ أَحْمَدُ : وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَ ظَهْرِهِ ، وَقَالا : فَقَالَ لَهُ جَلِيسُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُرْعِدَتِ الْمِسْكِينَةُ ، فَقَالَ : قَالَ مُوسَى : رَسُولُ اللَّهِ ، وَقَالا : وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : وَأَشَارَ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ ، قَالَ مُوسَى : وَأَنَا عِنْدَ ظَهْرِهِ ، وَقَالا : " يَا مِسْكِينَةُ ، عَلَيْكِ السَّكِينَةُ " ، فَلَمَّا قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ دَخَلَ قَلْبِي مِنَ الرُّعْبِ ، وَتَقَدَّمَ صَاحِبِي أَوَّلَ رَجُلٍ ، قَالَ مُوسَى : حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانٍ الشَّيْبَانِيُّ ، قَالا : فَبَايَعَهُ عَلَى الإِسْلامِ عَلَيْهِ ، وَعَلَى قَوْمِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ بِالدَّهْنَاءِ ، لا يُجَاوِزُهَا إِلَيْنَا مِنْهُمْ إِلا مُسَافِرٌ ، أَوْ مُجَاوِرٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اكْتُبْ لَهُ بِالدَّهْنَاءِ يَا غُلامُ " . فَلَمَّا ، قَالَ مُوسَى : رَأَيْتُهُ ، وَقَالا : أَمَرَ لَهُ بِهَا شُخِصَ بِي ، قَالَ أَحْمَدُ : وَكَانَتْ ، وَقَالَ مُوسَى : وَهِيَ ، وَقَالا : وَطَنِي ، وَدَارِي ، قَالَ مُوسَى : أَنْ يَكْتُبَ لَهُ بِهَا ، وَقَالا : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْكَ السَّوِيَّةَ بَيْنَ الأَرْضِ إِذْ سَأَلَكَ إِنَّمَا هُوَ بِالدَّهْنَاءِ عِنْدَكَ مُقَيَّدُ الْجَمَلِ وَمَرْعَى الْغَنَمِ وَنَشْأَتُهُمْ وَأَبْنَاؤُهَا ، قَالَ أَحْمَدُ : دُونَ ذَلِكَ ، وَقَالَ مُوسَى : وَرَاءَ ذَلِكَ ، وَقَالا : فَقَالا : " أَمْسِكْ يَا غُلامُ ، صَدَقَتِ الْمِسْكِينَةُ ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ ، وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفَتَّانِ " . فَلَمَّا رَأَى حُرَيْثٌ أَنْ قَدْ حِيلَ بَيْنَهُ دُونَ كِتَابِهِ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ، وَقَالَ : قَالَ أَحْمَدُ : وَهُوَ مَثَلٌ فِي الْعَرَبِ ، وَقَالا : ثُمَّ قَالَ : كُنْتُ وَأَنَا وَأَنْتِ كَمَا قَالَ : حَتْفَهَا تَحْمِلُ ضَأْنٌ بِأَظْلافِهَا ، فَقُلْتُ : أَمَا وَاللَّهِ ، قَالَ مُوسَى : مَا عَلِمْتُ ، وَقَالا : إِنْ كُنْتَ لَدَلِيلا فِي الظَّلْمَاءِ جِوَارَ أَيْدِي الرَّحْلِ عَفِيفًا عَنِ الرَّفِيقَةِ ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنْ لا تَلُمْنِي إِنْ أَسْأَلَ حَظِّي إِذْ سَأَلْتَ حَظَّكَ ، وَقَالَ : وَمَا حَظُّكِ فِي الدَّهْنَاءِ لا أَبَا لَكِ ؟ فَقُلْتُ : مُقَيَّدُ جَمَلِي ، تَسْأَلُهُ لِجَمَلِ امْرَأَتِكَ ، فَقَالَ : لا جَرَمَ ، قَالَ مُوسَى : عَنِّي أَشْهَدُ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : إِنِّي أَشْهَدُ ، وَقَالا : رَسُولَ اللَّهِ إِذَا ثَنَّيْتَ هَذَا عَلَيَّ عِنْدَهُ إِنِّي لأَخٌ لَكَ مَا حَيِيتُ ، فَقُلْتُ : إِذَا بَدَأْتَهَا فَلَنْ أُضَيِّعَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " أَيُلامُ ابْنُ هَذِهِ أَنْ يَفْصِلَ الْخُطَّةَ ، أَوْ يَنْتَصِرَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجْرَةِ " ، وَقَالَ مُوسَى : " وَيَنْتَظِرُ مِنْ وَرَاءِ الْحُجْرَةِ " . كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ قُلْتُ : وَقَالا : فَقُلْتُ : قَدْ وَاللَّهِ وَلَدْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِزَامًا فَقَاتَلَ مَعَكَ يَوْمَ الرَّبَذَةِ ، ثُمَّ ذَهَبَ يَمِيرُنِي مِنْ خَيْبَرَ ، فَأَصَابَتْهُ حِمَاهَا ، وَتَرَكَ عَلَىَّ النِّسَاءِ ، قَالَ أَحْمَدُ : ثُمَّ بَكَيْتُ ، وَقَالا : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوْلا أَنْ تَكُونَ مِسْكِينَةً لَجَرَرْنَاكِ ، أَوْ لَجُرِرْتِ الْيَوْمَ عَلَى وَجْهِكِ " . قَالَ أَحْمَدُ : لا يَدْرِي عَبْدُ اللَّهِ أَيَّ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ أَخْبَرَتْهُ الْمَرْأَتَانِ ؟ وَقَالَ مُوسَى : شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ ، وَقَالا : " أَيُغْلَبُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَنْ يُصَاحِبَ صُوَيْحِبَةً فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ، فَإِذَا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِذِمَّتِهِ اسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَالَ : رَبِّ آسِنِي مَا أَمْضَيْتُ ، وَأَعِنِّي عَلَى مَا أَبْقَيْتُ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ أُحَيْدَكُمْ لَيَبْكِي فَيَسْتَغْفِرُ الله صُوَيْحِبَهُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ ، لا تُعَذِّبُوا إِخْوَانَكُمْ " . فَكَتَبَ لَهَا فِي قِطْعَةِ أَدِيمٍ أَحْمَرَ : " لِقَيْلَةَ ، وَالنِّسْوَةِ بَنَاتِ قَيْلَةَ ، لا يُظْلَمْنَ حَقًّا ، وَلا يُكْرَهْنَ عَلَى مَنْكَحٍ ، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٍ لَهُنَّ نَصِيرٌ ، أَحْسَنُهُ وَلا شَيْنُهُ " ، قَالَ أَحْمَدُ : " أَحْسَنُ ، أَوْ شَيْنُهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
قَيْلَةُ بِنْتُ مَخْرَمَة

صحابية

وَدُحَيْبَةُ ابْنَةُ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ

مقبول

صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ

مقبول

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ

صدوق حسن الحديث

وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ

ثقة ثبت

أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.