حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصْرِيُّ ، قَالَ : نا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَصْرِيُّ ، زَعَمَ أَنَّ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ سَمِعَهُ وَهُوَ يَذْكُرُ قَالَ : لَمَّا بَدَأْنَا فِي وِفَادَتِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سِرْنَا حَتَّى إِذَا شَارَفْنَا الْقَوْمَ تَلَقَّانَا رَجُلٌ يُوضَعُ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ، فَسَلَّمَ وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ ؟ قُلْنَا : وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلا ، إِيَّاكُمْ طَلَبْتُ إِلا أَنِّي جِئْتُ أُبَشِّرُكُمْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، بِالأَمْسِ لَنَا ، إِنَّهُ نَظَرَ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ، فَقَالَ : " لَيَأْتِيَنَّ غَدًا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، يَعْنِي : الْمَشْرِقَ ، خَيْرُ وَفْدِ الْعَرَبِ " . فَبِتُّ أَرُوغُ حَتَّى إِذَا أَصْبَحْتُ شَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي ، فَأَمْعَنْتُ فِي الْمَسِيرِ حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَهَمَمْتُ بِالرُّجُوعِ ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِي رُءُوسُ رَوَاحِلِكُمْ ، ثُمَّ ثَنَى رَاحِلَتَهُ بِزِمَامِهَا رَاجِعًا يُوضَعُ عَوْدُهُ عَلَى بَدْئِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جِئْتُ أُبَشِّرُكَ بِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ : " أَنَّى لَكَ بِهِمْ يَا عُمَرُ ؟ " قَالَ : هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي قَدْ أَطَلُّوا إِلَيَّ قُلْتُ : اللَّيْلَةَ أَرُوغُ لِقَوْلِكَ بِالأَمْسِ ، وَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ لِقَوْلِكَ خُلْفٌ ، فَشَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ فِي طَلَبِهِمْ ، حَتَّى لَقِيتُهُمْ فَبَشَّرْتُهُمْ بِقَوْلِكَ ، ثُمَّ نَخَخْتُ رَاحِلَتِي مُقْبِلا إِلَيْكَ أُبَشِّرُكَ بِقُدُومِهِمْ ، قَالَ : " بَشَّرَكَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ " ، قَالَ : وَتَهَيَّأَ الْقَوْمُ فِي مَقَاعِدِهِمْ ، قَالَ : وَكَانَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَاعِدًا فَأَلْقَى ذَيْلَ رِدَائِهِ تَحْتَ يَدِهِ ، فَاتَّكَأَ وَبَسَطَ رِجْلَيْهِ ، قَدِمَ الْقَوْمُ فَفَرِحَ بِهِمُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَصْحَابَهُ أَمْرَحُوا رِكَابَهُمْ فَرَحًا بِهِمْ ، وَأَقْبَلُوا سِرَاعًا ، فَأَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُمْ ، وَالنَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، مُتَّكِئٌ عَلَى حَالِهِ ، فَتَخَلَّفَ الأَشَجُّ وَهُوَ مُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصْرٍ ، فَجَمَعَ رِكَابَهُمْ ، ثُمَّ أَنَاخَهَا ، وَحَطَّ أَحْمَالَهَا ، وَجَمَعَ مَتَاعَهَا ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ وَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ ، وَلَبِسَ حُلَّةً لَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي مُتَرَسِّلا ، فَقَالَ النَّبِيُّ ، عَلَيْهِ السَّلامُ : " مَنْ سَيِّدُكُمْ ، وَزَعِيمُكُمْ ، وَصَاحِبُ أَمْرِكُمْ ؟ " فَأَشَارُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : " وَابْنُ سَادَتِكُمْ هَذَا " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَانَ أَبُوهُ مِنْ سَادَتِنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَهُوَ قَائِدُنَا إِلَى الإِسْلامِ ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَشَجُّ أَرَادَ أَنْ يَقْعُدَ فِي نَاحِيَةِ اسْتِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَاعِدًا ، ثُمَّ قَالَ : هَهُنَا يَا أَشَجُّ ، وَكَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ سُمِّيَ الأَشَجَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَصَابَتْهُ حِمَارَةٌ لَهُمْ بِحَافِرِهَا ، وَهُوَ فَطِيمٌ ، وَكَانَ فِي وَجْهِهِ مِثْلُ الْقَمَرِ ، فَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ ، وَأَلْطَفَهُ ، وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ يَعْقُبُ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : " مَعَكُمْ مِنْ أَزْوِدَتِكُمْ شَيْءٌ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَقَامُوا سِرَاعًا كُلُّ رَجُلٍ إِلَى ثِقَلِهِ ، فَجَاءُوا بِصُبَرِ التَّمْرِ فِي أَكُفِّهِمْ ، فَوُضِعَتْ عَلَى نِطْعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ ، وَفَوْقَ الذِّرَاعِ كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا قَلَّمَا يُفَارِقُهَا ، فَأَوْمَأَ إِلَى صَبْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ ، فَقَالَ : " تُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، " وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، " وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ ، وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ " ، قَالَ : وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً ، فَأَقْبَلْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خِصْبَةً ، نَعْلِفُ بِهَا إِبِلَنَا ، وَحَمِيرَنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا ، وَفَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا مِنْهَا ، وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَصْرِيُّ | شهاب بن عباد العبدي | مقبول |
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصْرِيُّ | يحيى بن عبد الرحمن العصري | مقبول |
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ | موسى بن إسماعيل التبوذكي / توفي في :223 | ثقة ثبت |