حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الزُّبَيْرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَجَدِّهِ وَكَانَا شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، حُنَيْنًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، صَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ ، فَقَعَدَ فِيهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ ، وَهُوَ سَيِّدُ قَيْسٍ ، وَجَاءَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَرُدُّ عَنْ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ ، وَهُوَ سَيِّدُ خِنْدِفٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، لِقَوْمِ عَامِرٍ : " هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِنَّا خَمْسِينَ بَعِيرًا الآنَ ، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ؟ " فَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ : لا وَاللَّهِ لا أَدَعُهُ حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنَ الْحُرْقَةِ مَا أَذَاقَ نِسَائِي . فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، قَصْدٌ مِنَ الرِّجَالِ ، فَقَالَ : مَا أَجِدُ لِهَذَا الْقَتِيلِ مَثَلا فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ ، إِلا كَنَعْمٍ وَرَدَتْ فَرُمِيَتْ أَوَّلُهَا فَنَفَرَتْ آخِرُهَا ، اسْتَنَّ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا . فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَوْمَهُ ، فَقَالَ : هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا الْيَوْمَ خَمْسِينَ وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ؟ فَفَعَلُوا ، فَقَالَ قَوْمُ مُحَلِّمٍ : جِيئُوا بِصَاحِبِكُمْ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَجِيءَ بِهِ ، فَإِذَا رَجُلٌ طَوِيلٌ ، ضَرِبُ اللَّحْمِ ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ قَدْ تَهَيَّأَ لِلْقَتْلِ ، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : " اللَّهُمَّ لا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ " ، ثَلاثًا . فَقَامَ وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دَمْعَهُ بِطَرْفِ رِدَائِهِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : فَزَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ " .