أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ ، بِبَغْدَادَ ، وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ ، بِالْمَوْصِلِ ، قَالا : أبنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرَّاجِ اللُّغَوِيُّ ، بِانْتِقَاءِ الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبِ ، أبنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ ، أبنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بَيَانٍ الزَّيْنَبِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : ثنا مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ : أَنَّ خَالِدًا الأَثْبَجَ ابْنَ أَخِي صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، حَدَّثَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَ : أَنَّ جُنْدُبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ بَعَثَ إِلَى عَسْعَسَ بْنِ سَلامَةَ زَمَنَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : اجْمَعْ لِي نَفَرًا مِنْ قَوْمِكَ حَتَّى أُحَدِّثَهُمْ ، فَبَعَثَ رَسُولا إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَ جُنْدُبٌ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ أَصْفَرُ ، فَقَالَ : تَحَدَّثُوا بِمَا كُنْتُمْ تَحَدَّثُونَ بِهِ حَتَّى دَارَ الْحَدِيثُ ، فَلَمَّا دَارَ الْحَدِيثُ حَسَرَ الْبُرْنُسَ عَنْ رَأْسِهِ ، فَقَالَ : إِنِّي أَتَيْتُكْم وَلا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعَثَ بَعْثًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَإِنَّهُمُ الْتَقَوْا فَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَقْصِدَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَصَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ ، وَإِنَّ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْتَمَسَ غَفْلَتَهُ ، قَالَ : وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، فَلَمَّا رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْفَ ؛ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَتَلَهُ ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَهُ أَوْ أَخْبَرَهُ ، حَتَّى أَخْبَرَهُ خَبَرَ الرَّجُلِ كَيْفَ صَنَعَ ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : " لِمَ قَتَلْتَهُ ؟ " فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ ، وَقَتَلَ فُلانًا وَفُلانًا ، وَسَمَّى نَفَرًا وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ السَّيْفَ ، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَقَتَلْتَهُ ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَغْفِرْ لِي ، فَقَالَ : " وَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " قَالَ : فَجَعَلَ لا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ لَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ : أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ مَنْ قَامَ لَهَا أَرْدَتْهُ ، فَقُلْنَا : فَمَا تَأْمُرُنَا ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، إِنْ دُخِلَ عَلَيْنَا مِصْرُنَا ؟ قَالَ : ادْخُلُوا دُورَكُمْ ، قَالَ : قُلْنَا : فَإِنْ دُخِلَ عَلَيْنَا دُورُنَا ؟ ، قَالَ : ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ ، قَالَ : قُلْنَا : فَإِنْ دُخِلَ عَلَيْنَا بُيُوتُنَا ؟ قَالَ : ادْخُلُوا مَخَادِعَكُمْ ، قُلْنَا : فَإِنْ دُخِلَ عَلَيْنَا مَخَادِعُنَا ؟ قَالَ : كُنْ أَنْتَ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ ، وَلا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ .