وَبِهِ وَبِهِ أنبا ابْنُ زَيْدَانَ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ ، أنبا عَمْرٌو ، قَالَ : فَأَخْبَرَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ . قَالَ ابْنُ أَبِي زَيْدَانَ ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حُصَيْبٍ ، ثنا عَمْرٌو ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ ، فَأَخْطَأَ فِيهِ وَالْقَوْلُ قَوْلُ قَاسِمِ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ : كَانَ الْحَجَرُ مِنْ هَذَا الْكَذَّانِ مُرَبَّعًا ، وَأَمَّا السُّدِّيُّ فَلَمْ يُسَمِّ الْحَجَرَ فَضَرَبَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا لِكُلِّ سَبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَيْنٌ يَسْتَغْنُونَ بِهَا دُونَ أَصْحَابِهِمْ ، قَالُوا : هَذَا الشَّرَابُ ، فَأَيْنَ الظِّلُّ ؟ فَظَلَّلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ ، قَالُوا : هَذَا الظِّلُّ ، فَكَيْفَ بِاللِّبَاسِ ، لِبَاسُ الثِّيَابِ فَبَقِيَتْ ثِيَابُهُمْ فَكَانَتْ لا تَبْلَى وَكَانَتْ تَشُبُّ مَعَ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ وَلا يَنْخَرِقُ لَهُمْ ثَوْبٌ فَأَجْمَعُوا ذَلِكَ ، فَقَالُوا : أَخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضَ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا ، وَالْفُومُ وَهِيَ الْحِنْطَةُ ، وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا فَقِيلَ لَهُمْ : أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا مِنَ الأَمْصَارِ فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ فِي الْمِصْرِ فَمَكَثُوا فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا ..... حَدَّثَنَا ثُمَّ قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ قَاسِمٍ ، وَعَلِيِّ بْنِ حُصَيْبٍ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ ، قُلْتُ : وَلَمْ يَذْكُرِ السُّدِّيُّ ، مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ . ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى ، إِنَّ هَارُونَ مَقْبُوضٌ ، فَاخْرُجْ بِهِ فَخَرَجَ بِهِ إِلَى مَكَانٍ فَإِذَا هُوَ بِقَصْرٍ حَسَنِ الْبِنَاءِ فَدَخَلا يَنْظُرَانِ ، فَإِذَا هُمَا بِفِرَاشٍ عَلَى سَرِيرٍ ، فَقَالَ هَارُونُ : إِنِّي لأَشْتَهِي أَنْ أَنَامَ عَلَى هَذَا الْفِرَاشِ ، وَأَخَافُ أَنْ يَجِيءَ صَاحِبُهُ ، فَقَالَ مُوسَى : ادْخُلْ فَإِذَا جَاءَ كَفَيْتُكَ ، قَالَ لَهُ : ... فَكُنْ مَعِي فَإِن جالا مني وإياك جَمِيعًا ، فَانْطَلَقَ هَارُونُ حَتَّى اضْطَجَعَ عَلَيْهِ وَأَخَذَهُ الْمَوْتُ فَقَالَ : يَا أَخِي جَذَعْتَنِي ، وَرُفِعَ السَّرِيرُ وَالْقَصْرُ ، فَلَمْ يُرَ مِنْهُمَا شَيْءٌ وَرَجَعَ مُوسَى ، وَلَيْسَ هَارُونُ مَعَهُ فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : قَتَلْتَ أَخَاكَ لأَنَّهُ كَانَ أَحَبَّ فِينَا مِنْكَ وَكَانَ هَارُونُ فِيهِ لِينٌ لَهُمْ وَرِقَّةٌ ، وَكَانَ مُوسَى فِيهِ غِلْظَةٌ وَشِدَّةٌ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : وَيْحُكُمْ أَقْتُلُ أَخِي ؟ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ حَتَّى دَعَا اللَّهَ ، فَأَنْزَلَ ذَلِكَ السَّرِيرَ الَّذِي رُفِعَ عَلَيْهِ هَارُونَ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَصَدَّقُوهُ ، فَمَكَثَ مُوسَى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ، ثُمَّ خَرَجَ مُوسَى وَيُوشَعُ بْنُ النُّونِ ، فَهَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، فَقَالَ يُوشَعُ : أَظُنُّ أَنَّهَا الْقِيَامَةُ فَالْتَزَمَ مُوسَى فَانْكَشَفَتْ وَقَدْ قُبِضَ مُوسَي وَبَقِيَ قَمِيصُهُ فِي يَدِ يُوشَعُ ، فَرَجَعَ يُوشَعُ وَلَيْسَ مُوسَى مَعَهُ ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ : قَتَلْتَ مُوسَى لِيَكُونَ لَكَ الأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ ، فَقَالَ : لَمْ أَقْتُلْهُ فَأَرَادُوا قَتْلَهُ ، فَقَالَ : خَلُّونِي ثَلاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى أَدْعُوَ اللَّهَ وَأَسْأَلَهُ فَأَخَلُّوهُ وَجَعَلُوا عَلَيْهِ حَرَسًا فَصَلَّى وَدَعَا اللَّهَ فَأُوتِيَ الْحَرَسُ فِي مَنَامِهِمْ فَقِيلَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ : إِنَّ يُوشَعُ لَمْ يَقْتُلْ مُوسَى وَلَكِنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ إِلَيْهِ فَخَلُّوا سَبِيلَ يُوشَعَ وَمَضَتِ الأَرْبَعُونَ سَنَةً وَبَعَثَ اللَّهُ يُوشَعَ نَبِيًّا ، وَأَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَاتِلُ الْجَبَّارِينَ فَخَرَجَ بِهِمْ بَعْدَ انْقِضَاءِ الأَرْبَعِينَ ، وَقَدْ هَلَكَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ التِّيهَ مَعَ مُوسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَاتُوا جَمِيعًا فِي التِّيهِ غَيْرَ يُوشَعَ بْنِ النُّونِ وَكَالُوبَ بْنِ يُوفنَةَ وَإِنَّهُمَا بَقِيَا حَتَّى قَاتَلا الْجَبَّارِينَ بِالأَبْنَاءِ وَلَمْ يَقُلِ ابْنُ حُصَيْبٍ بِالأَبْنَاءِ ، وَكَانَ مُوسَى حَيْثُ وَقَعَ التِّيهُ كَانَ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا لا يُعَدُّ فِيهِ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً وَلا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَخَرَجَ يُوشَعُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى لَقِيَ الْجَبَّارِينَ فَقَاتَلَهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَغَرَبَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ فَدَخَلَ السَّبْتُ فَحُرِّمَ عَلَيْهِمْ قِتَالُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ فَدَعَا الشَّمْسَ فَقَالَ : أَنْتِ فِي طَاعَةٍ وَأَنَا فِي طَاعَةٍ ، اللَّهُمَّ ارْدُدْهَا عَلَيَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ حَتَّى تَحْكُمَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَرُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ وَزِيدَ فِي النَّهَارِ سَاعَةً حَتَّى نَاجَزَ الْقَوْمُ وَفَرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ ، فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْجَبَّارِينَ يَجْتَمِعُ عَلَى قَتْلِهِ السِّتُّونَ وَالسَّبْعُونَ فَيَقْتُلُونَهُ فَفَرَغَ مِنْهُمْ ، وَأَخَذَ غَنَائِمَهُمْ فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ فَوْقَ جَبَلٍ لِتَجِيءَ النَّارُ فَتَأْكُلَهَا كَمَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْغَنَائِمَ ، فَلَمْ تَنْزِلِ النَّارُ إِلَى غَنَائِمِهِمْ ، وَلَمْ تَقْرَبْهَا ، فَقَالَ يُوشَعُ : إِنَّ لِلَّهِ فِيكُمْ بَقِيَّةً قَدْ غَلَلْتُمْ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لا تَأْكُلُ النَّارُ غَنَائِمَكُمْ ، هَلُمُّوا فَبَايِعُونِي فَبَايَعَهُ إِنْسَانٌ إِنْسَانٌ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَبَايَعَ فَلَصِقَتْ يَدُهُ بِيَدِ يُوشَعَ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ صَاحِبُ الْغَنِيمَةِ تَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ ، فَإِنَّكَ قَدْ غَلَلْتَ فَجَاءَ بِرَأْسِ ثَوْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٍ بِالْيَاقُوتِ ، فَأَمَرَ بِالرَّأْسِ وَبِالرَّجُلِ الَّذِي غَلَّ فَوُضِعَا عَلَى الْجَبَلِ مَعَ الْغَنِيمَةِ فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتِ الْغَنِيمَةَ وَأَحْرَقَتِ الرَّجُلَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |