من كانت فيه واحدة من ثلاث زوجه الله من الحور العين ما كانت عنده امانة خفية شهية فاداه...


تفسير

رقم الحديث : 1539

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيِّ ، قَالَ : " تَكَلَّمَ بَعْضُ الزُّهَّادِ يَوْمًا ، فَقَالَ : لا تَغْتَرُّوا بِطُولِ السَّلامَةِ مَعَ تَضْيِيعِ الشُّكْرِ ، وَاسْتَدْعُوا شَارِدَ النِّعَمِ بِالتَّوْبَةِ ، وَاسْتَدِيمُوا الرَّاهِنَ مِنْهَا بِكَرَمِ الْجَوَادِ ، وَاسْتَفْتِحُوا بَابَ الْمَزِيدِ بِحُسْنِ التَّوَكُّلِ ، فَعَجِبْتُ لِطَالِبِ الدُّنْيَا أَنَّهُ أَجَدُّ مِنْ طَالِبِ الْآخِرَةِ ، وَخَائِفَهَا أَتْعَبُ مِنْ خَائِفِ الْآخِرَةِ ، وَهُوَ يَعْلَمُ يَقِينًا أَنَّ لَهُ رَبًّا يَطْلُبُهُ ، قَدْ أَحْصَى عَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ ، فَكَيْفَ يَعْمَلُ فِي مُنْقَلَبِهِ إِلَى رَبِّهِ لَمَّا يُعَايِنُ مِنْ فَضَائِحِهِ الَّتِي قَدْ قَدَّمَ أَمَامَهُ ، وَكَيْفَ يَعْمَلُ فِيمَا أَمَرَهُ فَلَمْ يَنْجَعْ فِيهِ أَمْرُهُ ، وَأَعْطَاهُ فَلَمْ يَشْكُرْ ، وَسَتَرَ فَلَمْ يَزْدَدْ بِالسَّتْرِ إِلَّا تَعَرُّضًا لِلْفَضَائِحِ مِنْ أَعْمَالِهِ ، وَكَفَاهُ فَلَمْ يَقْنَعْ بِالْكِفَايَةِ ، وَضَمِنَ لَهُ رِزْقَهُ فَهُوَ فِي طَلَبِهِ مُشِحٌّ جَائِرٌ دَاهِشٌ ، قَدْ عَقَلَ عَنْ أَجَلِهِ الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، وَاشْتَغَلَ بِطَلَبِ مَا قَدْ ضَمِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ عَنِ الْعَمَلِ الَّذِي يُنْجِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَا ابْنَ آدَمَ ، مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا ، إِلَّا خُرُوجُ رَوْحِكَ حَتَّى تُعَايِنَ أَهْوَالًا بَعْدَ أَهْوَالٍ شِدَادٍ ، وَشَدَائِدَ بَعْدَ شَدَائِدٍ ، لا يَأْتِي عليك شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا وَأَنْسَاكَ مَا بَعْدَهُ ، وَكَيْفَ لا يَكُونُ كَذَلِكَ ، وَهُوَ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا سورة النبأ آية 30 ، فَوَاللَّهِ ، مَا لَكَ حَمِيمٌ وَلا شَفِيعٌ تَرْتَجِي فِي الْآخِرَةِ ، وَمَا شَيْءٌ نَافِعُكَ إِلَّا مَا قَدَّمْتَهُ مِنْ عَمَلِكَ ، فَإِنْ قَدَّمْتَهُ ، وَافَيْتَ الْحَشْرَ مُوسِرًا ، وَإِنْ لَمْ تُقَدِّمْ شَيْئًا ، وَافَيْتَ مُفْلِسًا . أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، وَخَلا بِنَفْسِهِ وَعَمَلِهِ ، دَخَلَ مَعَهُ أَعْمَالُهُ السَّيِّئَةُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ سَمِجِ الْخِلْقَةِ ، مُنْتِنِ الرَّائِحَةِ ، وَسِخِ الثِّيَابِ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْقَبِيحُ الَّذِي كُنْتَ تَعْمَلُ وَلا تُبَالِي ، وَأَنَا مَعَكَ حَيْثُ وُجِّهَ بِكَ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، رَكِبَ عُنُقَهُ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ الْمَشْهَدَ ، فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ ، فَيَقُولُ لَهُ : قَدْ أَبْلَغْتَ مِنِّي مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ جَهْدِ هَذَا الْيَوْمِ ، فَيَقُولُ لَهُ : احْمِلْنِي الْيَوْمَ ، فَطَالَمَا حَمَلْتُكَ ، وَأَعْطَيْتَ نَفْسَكَ فِيَّ مُنَاهَا ، فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ ، حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي جَهَنَّمَ . وَأَمَّا الْمُشْتَغِلُ بِالْآخِرَةِ ، فَيَدْخُلُ مَعَهُ عَمَلُهُ الْقَبْرَ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ ، وَرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ ، وَثِيَابٍ حَسَنَةٍ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْكَ مَنْظَرًا ، وَلا أَطْيَبَ مِنْكَ رَائِحَةً ، وَلا أَحْسَنَ مِنْكَ لِبَاسًا ؟ فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَأَبْشِرْ ، فَإِنيِّ مَعَكَ حَيْثُ وُجِّهَ بِكَ حَتَّى أُخلِّصَكَ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، حَمَلَهُ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ الْمَوْقِفَ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَحْمِلُكَ الْيَوْمَ كَمَا أَجْهَدْتَ نَفْسَكَ وَأَبْلَيْتَهَا وَحَمَلْتَنِي ، فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ . فَسُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ ذَلِكَ حِلْمُهُ ، وَأَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ ، وَنَفِذَتْ فِيهِ مَشِيئَتُهِ ، وَلَوْ شَاءَ مَا فَعَلُوهُ ، لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ سورة الأنبياء آية 23 " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.