حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الأَزْدِيُّ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ : " كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلامُ ضَحْوَةً وَحْدِي ، قَالَ : إِذْ أَتَانِي آتٍ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، فَالْتَفَتُّ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي رَدَدْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي ، فَقَالَ : لا رَوْعَ عَلَيْكَ ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، مِنَ الْخَافِيَةِ ، أَتَيْتُكَ أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ وَأَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ ، قَالَ : مَا الَّذِي تَسْأَلُنِي عَنْهُ ، وَمَا الَّذِي تُخْبِرُنِي بِهِ ؟ قَالَ : الَّذِي أُخْبِرُكَ بِهِ أَنِّي شَهِدْتُ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، فَرَأَيْتُ شَيْطَانًا مُسْوَدًّا وَجْهُهُ ، مُزْرَقَّةً عَيْنَاهُ ، يَقُولُ لَهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْمَسَاءِ : مَا صَنَعْتَ بِالرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ الشَّيْطَانُ : لَمْ أَطِقْهُ لِلْكَلامِ الَّذِي يَقُولُ إِذَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ ، قُلْتُ لِلشَّيْطَانِ : عَنْ مَنْ يَسْأَلُكَ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ ؟ قَالَ : يَسْأَلُنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنْ أَغْوِيَهُ ، فَمَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ لِكَلامٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى ، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ مَاذَا تَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ : أَقُولُ : آمَنْتُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ، وَاعْتَصَمْتُ بِهِ ، وَكَفَرْتُ بِالطَّاغُوتِ ، وَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصَامَ لَهَا ، وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَقُولُ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، فَقَدِ اسْتَفَدْتَ خَيْرًا وَأَفَدْتَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |