تعبد النبي صلى الله عليه وسلم واعتزل النساء حتى صار كالشن البالي قبل موته بشهرين


تفسير

رقم الحديث : 2071

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، نَا أَبِي ، نَا الْهَيْثَمُ ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مَعَ نَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ نَسِيتُ قَضَاءَ حَاجَةٍ ، فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : أَلْحَقُكُمْ ، فَوَاللَّهِ ، إِنِّي لَفِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِهَا إِذَا أَنَا بِبِطْرِيقٍ قَدْ جَاءَ ، فَأَخَذَ بِعُنُقِي ، فَذَهَبْتُ أُنَازِعُهُ ، فَأَدْخَلَنِي كَنِيسَةً ، فَإِذَا تُرَابٌ مُتَرَاكِمٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ ، فَدَفَعَ إِلَيَّ مَجْرَفَةً وَفَأْسًا وَزِنْبِيلًا ، وَقَالَ : انْقِلْ هَذَا التُّرَابَ ، فَجَلَسْتُ أَتَفَكَّرُ فِي أَمْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ فَأَتَانِي فِي الْهَاجِرَةِ وَعَلَيْهِ سَبَنِيَّةُ قَصَبٍ أَرَى سَائِرَ جَسَدِهِ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ لِي : لَمْ أَرَكَ أَخْرَجْتَ شَيْئًا ، ثُمَّ ضَمَّ أَصَابِعَهُ ، فَضَرَبَ بِهَا وَسَطَ رَأْسِي ، فَقُلْتُ : ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ عُمْرَ ، وَبَلَغْتَ مَا أَرَى ؟ فَقُمْتُ بِالْمَجْرَفَةِ ، فَضَرَبْتُ بِهَا هَامَّتَهُ فَإِذَا دِمَاغُهُ قَدِ انْتَثَرَ ، فَأَخَذْتُهُ ثُمَّ وَارَيْتُهُ تَحْتَ التُّرَابِ ثُمَّ خَرَجْتُ عَلَى وَجْهِي مَا أَدْرِي أَيْنَ أَسْلُكُ ، فَمَشَيْتُ بَقِيَّةَ يَوْمِي وَلَيْلَتِي وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى أَصْبَحْتُ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى دَيْرٍ فَاسْتَظْلَلْتُ فِي ظِلِّهِ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الدَّيْرِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا يُجْلِسُكَ هَاهُنَا ؟ قُلْتُ : أُضْلِلْتُ عَنْ أَصْحَابِي ، قَالَ : مَا أَنْتَ عَلَى الطَّرِيقِ وَإِنَّكَ لَتَنْظُرُ بِعَيْنِ خَائِفٍ ، ادْخُلْ فَأَصِبِ الطَّعَامَ وَاسْتَرِحْ وَنَمْ ، فَدَخَلْتُ ، فَجَاءَنِي بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ وَلَطَفٍ ، وَصَعَّدَ فِي الْبَصَرِ وَخَفَّضَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا هَذَا ، قَدْ عَلِمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنِّي بِالْكِتَابِ ، وَأَنِّي أَجِدُ صِفَتَكَ الَّذِي يُخْرِجُنَا مَنْ هَذَا الدِّيرِ ، وَيَغْلِبُ عَلَى هَذِهِ الْبَلْدَةِ . فَقُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، قَدْ ذَهَبْتُ فِي غَيْرِ مَذْهَبٍ . قَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قُلْتُ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : أَنْتَ وَاللَّهِ صَاحِبُنَا غَيْرُ شَكٍّ ، فَاكْتُبْ لِي عَلَى دَيْرِي وَمَا فِيهِ . قُلْتُ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، قَدْ صَنَعْتَ مَعْرُوفًا فَلَا تُكَدِّرْهُ . فَقَالَ : اكْتُبْ لِي كِتَابًا فِي رَقٍّ لَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ شَيْئًا ، فَإِنْ تَكُ صَاحِبُنَا ، فَهُوَ مَا نُرِيدُ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى ، فَلَيْسَ يَضُرُّكَ . قُلْتُ : هَاتِ ، فَكَتَبْتُ لَهُ ، ثُمَّ خَتَمْتُ عَلَيْهِ ، فَدَعَا بِنَفَقَةٍ فَدَفَعَهَا إِلَيَّ وَبِأَثْوَابٍ وَبِأَتَانٍ قَدْ أُوكِفَتْ ، فَقَالَ : أَلَا تَسْمَعُ . قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : اخْرُجْ عَلَيْهَا ، فَإِنَّهَا لَا تَمُرُّ بِأَهْلِ دَيْرٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا حَتَّى إِذَا بَلَغْتَ مَأْمَنَكَ ، فَاضْرِبْ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً ، فَإِنَّهَا لَا تَمُرُّ بِقَوْمٍ وَلَا أَهْلِ دَيْرٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا حَتَّى تَصِيرَ إِلَيَّ ، فَرَكِبْتُ ، فَلَمْ أَمُرُرْ بِقَوْمٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا ، حَتَّى إِذَا أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي مُتَوَجِّهِينَ إِلَى الْحِجَازِ فَضَرَبْتُ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً ، ثُمَّ صِرْتُ مَعَهُمْ ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ فِي خِلَافَتِهِ أَتَاهُ ذَلِكَ الرَّاهِبُ ، وَهُوَ صَاحِبُ دِيرِ الْعَدَسِ ، بِذَلِكَ الْكِتَابِ ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ تَعَجَّبَ مِنْهُ ، فَقَالَ : أَوْفِ لِي بِشَرْطِي . فَقَالَ عُمَرُ : لَيْسَ لِعُمَرَ وَلَا لَابْنِ عُمَرَ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَلَكِنْ عِنْدَكَ لِلْمُسْلِمِينَ مَنْفَعَةٌ ؟ فَأَنْشَأَ عُمَرُ يُحَدِّثُنَا حَدِيثَهُ حَتَّى أَتَى آخِرَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إِنْ أَضَفْتُمُ الْمُسْلِمِينَ وَهَدَيْتُمُوهُمُ الطَّرِيقَ وَمَرَّضْتُمُ الْمَرِيضَ ، فَعَلْنَا ذَلِكَ ، قَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَوَفَّى لَهُ بِشَرْطِهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.