قَالَ : أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ : مَا لِي وَلِلدَّهْرِ وَصَرْفُ الدَّهْرِ قَدْ أَطْرَأَنِي فَأَطَالا أَطْرِي وَحَنَيَا بَعْدَ قِوَامِ ظَهْرِي وَكُنْتُ ذَا صَبْرٍ فَعِيلَ صَبْرِي يَطْرُدُ نَوْمِي عَنْ جُفُونِي فِكْرِي كَأَنَّمَا يَطْلُبُنِي بِوَتْرِي يَا لَيْتَ شِعْرِي ثُمَّ لَيْتَ شِعْرِي مَا يَصْنَعُ الْمَرْءُ بِطُولِ الْعُمْرِ أَلَيْسَ قَصْرُ الْمَرْءِ قَعْرَ قَبْرِ وَإِنْ بَقِيَ فِي النَّاسِ عُمْرَ نَسْرِ مَا الدَّهْرُ إِلا لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ وَقِطْعَةً مِنْ بَعْضِ ذَاكَ الشَّهْرِ أَوْ فَيْءَ ظِلٍّ زَالَ ثُمَّ يَجْرِي بِدَوْرِ شَمْسٍ وَمَحَالَ بَدْرِ يَا عَمْرُو مَنْ يَدْرِي كَمَنْ لا يَدْرِي إِنَّ الدَّلِيلَ قَاطِعٌ لِلْعُذْرِ قَدْ قُلْتُ مَا قَالَ حَكِيمٌ يَدْرِي يَدْرِي مِنَ الْحِكْمَةِ مَا لا تَدْرِي أَيَّتُهَا الدُّنْيَا فَغُرِّي غَيْرِي مَنْ ذَا تَخَادَعْتُ فَلَمْ تَغُرِّي فَعِشْ فَقِيرًا أَوْ فَعِشْ ذَا يُسْرِ فَالْفَوْزُ مِنْ فَانِيكَ مِثْلُ الْفَقْرِ مَا بَيْنَ مِيلادِ الْفَتَى وَالْقَبْرِ وَإِنْ أَقَامَ الْعَصْرَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَرْتَعُ فِي أَكْنَافِ عَيْشٍ نَضِرٍ أَلا كَذَا سُكْرٍ صَحَا مِنْ سُكْرِ قَدْ زَجَرَ الزَّاجِرُ أَيَّ زَجْرِ وَبَيَّنَ الْقَوْلَ فَلَمْ يُوَرِّي وَأَنْشَدَ لِبَعْضِهِمْ : أَيَضْمَنُ لِي فَتًى تَرْكُ الْمَعَاصِي وَأَرْهِنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ أَطَاعَ اللَّهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُوا وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي .